أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

'النشامى' المنتخب والإيمان بالأردن


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

'النشامى' المنتخب والإيمان بالأردن

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

انتهت البطولة العربية، وحقق منتخبنا فيها حضورا حظي بإعجاب الجماهير الكروية، ولكن، الحالة الأكثر حضورا هي مقدرة "النشامى" على صياغة صورة ذهنية ستبقى طويلا في ذاكرة العرب، والعالم، فالمسألة ليست رياضية بحتة، ولكنها تعبير عن مقدرة بلد على التعبير عن ذاته.

فمن آزر المنتخب من أردنيين، لم يكونوا بالجملة من محبي الرياضة، وحسب، بل هم أردنيون يعشقون كل منجز، ويدركون أن إنسان هذه الأرض قادر على أن يكون، ويستطيع أن ينتزع حضوره، حين تتاح له الفرصة.

لقد ذكرنا النشامى بالفرح، ولكنهم أيضا، أيقظوا فينا شعورا بالحاجة إلى مزيد من الإيمان بالأردن، وأنه بلد فيه الكثير من الخير، ولديه الكثير من صيغ الهوية الجامعة المحبة للمنجز، وأن مؤازرة منتخب الوطن، تؤكد لنا أن الناس في بلادنا، محبون لهذه الأرض، ولديهم قيم لم تتحور أو تتبدل بالرغم مما شهدناه في السنوات الأخيرة من ظروف صعبة، وتحديات جمة.

القصة مع منتخب النشامى لم تكن رياضية بحتة، بل هي وطنية واسعة أعربت عن ذاتها، وتكاتف بين الناس وقيادتهم الهاشمية، فحضور ولي العهد الأمير الحسين، وأصحاب السمو الأمراء، بين الجماهير وبعفوية تعكس حالنا الحقيقية في الأردن كان فيه الكثير من الدلالات أبرزها، أن هذا البلد اختار أسلوبه بالحكم، وقامت دولته على المحبة والوفاء، وتحقيق المنجز، وأن الحضور الهاشمي بين الناس، ومعهم، هو حالة أردنية متأصلة وفيها صلات تتعزز مع كل جيل.

فعلى مدار أيام، كان الأردنيون يأملون بالكأس، ولكنهم فازوا -كعادتهم- بحضور عبقري، يعكس جانبا من مقدرتهم على تكريس نموذجهم، والحالة الوطنية المرتفعة التي تشكلت على أسس وقيم، لطالما نجحت بتجاوز كل اختبار، مهما كان شكله.

إن الرياضة واحدة من قطاعات عدة، تتمظهر فيها تعابير المحبة للوطن، ونحن لدينا أنموذج في هذا المجال، نجحنا فيه، بأسباب الرعاية، وبالصبر والأناة، وزرع البذار وصولا إلى جيل نعتز به، ومن يقلب صفحات الوطن، يجد الكثير من القصص المشابهة، سواء في قطاعات التعليم، أو الصحة، وسواها.

فبالصبر، والمواصلة، وكريم القيم الوفية للأردن وقيادته.. نستطيع أن ننجح، ونشكل دوما قصتنا الناجحة، التي هي قصة بلد استطاع أن يجعل من الجغرافيا الصعبة، حضورا، ويطوع الأرض.. ومن شح الموارد وفرة في التعليم والمعرفة، وأن يتجاوز طروحات السياسة التي ألمت في المنطقة، بالتكاتف مع قيادته، وأن يكون له قيم صلبة تظهر دوما كلما اشتدّت الحاجة لها.

وكأن هذا الوطن يسترد في كل مرة، قول الشاعر فيه "إذا قيل خيل الله يوما ألا اركبي.. رضيت بكفّ الأردني انسحالها"؛ وهو أيضا، الجامع لا المفرق مهما حاول البعض أن يقسو عليه، وفيه قول شاعر قديم عبر يوما عن قيم أهل هذه الأرض "لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت.. نار الجماعة يوم المرج نيرانا"؛ فهم دوما الوسطيون الشهود على الخير، والألفة لا سواها..

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ