أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

سرديتنا: الإنسان


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

سرديتنا: الإنسان

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

في الأردن ومنذ لحظة التأسيس ونحن على اختبار التاريخ، وبقدر الجغرافيا، ونعيش لحظة لا تنتهي من التحولات، وهذا قدرنا الذي آمنا فيه مستمسكين بالمبدأ.

لا يمر يوم، دون أن ترى تقلب الجغرافيا والسياسة وحتى الزمن حولنا، ولكن قناعة الناس هنا، هو أنهم في وطن كريم، وأن ما يعطوه لفلسطين، ولكل شقيق يبعث فيهم الرضا والطمأنينة، منذ أن أعلنت عمان عن ذاتها، ذات زمان عربي مليء بالآمال، وهي التي لم تغب رغم تقادم الأيام، مؤمنة برضا، وبزمانها الهاشمي الذي اختارته واختارها، حتى بلغ هذا الوطن المئة عام وأكثر.

اليوم، وبلفتة هاشمية من ولي العهد، دعوة للناس لتوثيق السردية، اي حكاية الناس وصبرهم، ونجاحهم، ووفائهم للقيادة والثرى، حيث قصة الأردني الصابر ويملأ قبله الرضا، عن سيرته على هذه الأرض، عن بذله دما وكرما، وعطاء، حتى أن التاريخ لم يسجل عن هذا الوطن أنه حاد يوما، وهل يحيد من بذل الدم باكرا على عتبات الأقصى، وسجل السابقة واللاحقة، لا يحيد.

عن سيرة الأردني الذي بنى المدرسة، في كل قرية، بفزعة كلها خير، فكما كان موسم الحصاد يجمع الأهل على البيدر .. بنى الأردنيون مدارسهم فكانت مدرسة القرية هي الشاهدة على تنافس الناس بالخير .

وبتدرج بنيت الجامعة في زمن كان الملك حسين بن طلال، يقود وطنا يكبر، بانسانه، وفي وقت باكر آمن الأردنيون أن موردهم الإنسان، وفي وقت كانت فيه بعض الدول من حولنا غارقة في صراع الأدلجة.. كان الشعار هنا "الإنسان أغلى ما نملك".

وفي سيرتنا الحديثة المعاصرة المعاشة اليوم، كثير من الرضا، وقد تخطينا زمان تفكيك وتركيب الدول، وخلق العبثيات واستبدال الأوطان، قادنا عبدالله الثاني، مؤمنا بأن هذا البلد لم ينجر يوما بانفعالية إلى عناوين لربما نتائجها واضحة من حولنا، فلا هي أدركت مبتغاها، ولا عاشت هانئة في حياتها.

وحتى اليوم، في سرديات العهد الرابع من مملكتنا، يتجاوز عالما متغيرا، تغير وجهه في السياسة والاقتصاد، وفي التعاطي بين الدول، وبثورة رقمية فتحنا الأبواب عليها على مصراعيها، وجارينا العصرنة فأنشأنا وطنا حديثا، أجياله متعلمة وشبابه مسلح بالعلم.

وما أصعب ما مر علينا في السنوات الأخيرة من هموم سكنتنا في الشرق والغرب والشمال، ولم يسجل على هذا الوطن إلا كل خير، إلا في عيون تجحد على هذا الوطن بذله، إما لرواسب أو لمصالح آنية، أو من هم مضللون .. والحديث هنا يطول.

نحن أصحاب سيرة كلها معاصرة، فيما مر به هذا الوطن، وصاغ حضوره، واذا ما كانت السردية مستمرة فهي تروي صباح كل يوم قصتنا في هذا البلد، قصة العسكر، المعلمين، الموظفين، الراضين، المحبين للأرض وللقيادة، المؤمنين بهذا البلد وقيمه ورسالته.

سرديتنا هي حاضر نراه في عيون عبدالله الثاني، وهو يشيل الحمل، وهو يتغلب على كل قلق، في عيون ولي عهدنا ونحن نعاصر مواكبته لبناء جيل يسبق زمانه، نراه في رضا الأردنيين، في أهازيجهم للعلم، للجيش، لمنتخب النشامى، لكل ما هو جميل في هذا البلد؛ زينة البلدان.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ