أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الملك .. الاكثر صدقاً

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

المحامي بشير المومني

ثلاث ملفات كبرى تنوء بحملها الجبال تصدى لها جلالة الملك امام العالم كله بكل حرفية واقتدار وقدم تصورات الاردن لتفكيك شيفرة النزاعات في الاقليم الاكثر تعقيدا والاشد صراعا الاول متعلق بالسلام والثاني بالارهاب والثالث بالاقتصاد..

جدول اعمال مزدحم لجلالته التقى فيه بالجهات العالمية المؤثرة في صناعة القرار وقام بوضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته لكن اهم ما ميز حديث جلالته ما يكتنفه من فخر أردني ودفاع شرس عن الاردن ومصالحه الوطنية والاقليمية ..

حديث جلالته لم يتغير وهو الاصدق والاقرب للانسانية والعقل والمصلحة الاقليمية ومع كل يوم يمر على المنطقة دون وجود حلول جذرية ناجعة نخسر فيها ما نخسره على جميع الصعد ليربح التطرف واصحاب المصالح في بقاء المنطقة مشتعلة وفي كل يوم يمر ايضا تترسخ قناعات وتتحول مواقف دولية لتؤكد على ان الرؤية الملكية والسياسات الاردنية هي مفتاح الحل لتحديات ونزاعات المنطقة ..

لأول مرة منذ تولي الرئيس ترامب قيادة الادارة الامريكية يتحدث عن تغير جوهري في الموقف من القضية الفلسطينية باعتبار ان حل الدولتين هو الافضل والاكثر مواءمة لجميع الاطراف وهذا انجاز اردني ملكي بالكامل جاء بعد اجتماع جلالته بالرئيس ترامب وشرحه لمفردات الموقف بلغة سياسية دبلوماسية رفيعة وبمنتهى الصدق والشفافية وبلغة الارقام وبلهجة وتصورات مرجعية وجوهرية تتقبلها الادارة الامريكية وتستطيع هضمها ..

الشيء بالشيء يذكر ولأن الملك هو نفسه ذلك القائد الشجاع الصادق فحديثه للمؤسسات والاقطاب اليهودية المؤثرة بالسياسة الامريكية وبالنتيجة الدولية في داخل الغرف المغلقة هو نفسه امام المجتمع الدولي على منبر الامم المتحدة لكن ما اضافه جلالته بكل شجاعة قوله بأن طرح موضوع الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية هو ( مضيعة للوقت ) والمصدر هنا هي الصحافة الاسرائيلية لا غيرها ..

ملف السلام اليوم الذي يتحدث عنه جلالته هو تصور شمولي عرض فيه الملك لحالة الاقليم والعبث الايراني في المنطقة وان الحل الوحيد في سوريا هو حل سياسي كما العراق وغيرها ولا يتوقف ذلك عند القضية الفلسطينية ونجاح جلالته في اعادة احياء مشروع حل الدولتين بعيدا عن تشوهات الدولة الواحدة المخالفة لجوهر السلام والقيم الاخلاقية والانسانية القادرة على ترسيخ حالة ديمومة للاستقرار ..

من هنا قدم جلالته ايضا لفكرة الوصاية الاردنية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف باعتبارها مفتاحا للسلام لا الصراع كون الاردن تاريخيا هو شريك حقيقي في السلام يمكن التعويل عليه وباعتبار ان الهاشميين هم ال البيت الذين لا يضار بكنفهم مؤمن متعبد متى ما كانوا تحت وصايتهم من مسلمين ومسيحيين ويهود فالحل الافضل للمدينة المقدسة ادارة هاشمية للمقدسات ومحتواها وحالة المؤمنين بها وهذا افضل تحييد للصراع التاريخي على القدس الذي لا يمكن ان يكون بنقل سفارات اليها او فرض رأي احادي او احتكارها من قبل اقلية مؤمنة تعدادها بالملايين على حساب اكثرية مؤمنة تعدادها بالمليارات ..

( ضربة معلم ) تلك التي وجهها جلالته للتعصب والتطرف الديني وللارهاب عندما قام بعملية ازاحة تكتيكية عبقرية تجسدت بربط ملف القدس والقضية الفلسطينية بحالة الشعور باللاعدالة التي تغذي الارهاب فالرسالة باتت واضحة جدا ( لا تقدموا للمتطرفين مادة تصلح لان تكون نقطة ارتكاز لاستقطاب الشباب تحت بند المظلومية التاريخية للقضية ) فلا امن ولا استقرار بالمنطقة دون حل سياسي للقضية الفلسطينية يقوم على دولة قابلة للحياة وعاصمتها سياسيا القدس الشرقية ..

ومن ثم يتصدى جلالته بكل اقتدار لملف الارهاب وهو الضليع والخبير كعسكري وأمني وكمثقف ومطلع بأدق التفاصيل .. تفاصيل وحجم معلومات مذهل استطاع من خلالها جلالته ترسيخ فكرة وحاجة المجتمع الدولي للاردن حضاريا ووجوديا ومعلوماتيا وعملياتيا باعتباره نقطة الارتكاز الامنية للمنطقة التي لا يجوز ان تكسر او يتم العبث بها او الضغط عليها وهو الوحيد القادر على خلق فارق في تفكيك شيفرة الارهاب بالمنطقة والتصدي لها بكل حرفية ومهنية وبشكل علمي مدروس يعزز مكانة المملكة واهميتها الاستراتيجية فالاردن ينجح دائما في هذا الملف عندما يفشل الجميع ..

الاردن ليس الوريث الشرعي والوحيد لكل مصائب المنطقة ومن هنا جاء المدخل لطرق الملف الاكثر حساسية اردنيا فتحدث جلالته عن اعباء اللجوء ودور الاردن الاخلاقي من هذا الجانب بالرغم من خذلان المجتمع الدولي وعدم وفائه بالتزاماته لنا الامر الذي انعكس بالضرورة على وضعنا الاقتصادي وهنا على المجتمع الدولي ان يدرك ويستوعب مخاطر انتقال الملف الاقتصادي الداخلي من المربع الاقتصادي للسياسي فالأمني لأنه في هذه المرحلة سيعاد تصنيف ملف اللجوء باعتباره خطرا استراتيجيا على الدولة الاردنية قد يضطرنا للتعامل معه بطريقة المصلحة الوطنية لا الالتزام الاخلاقي والدولي الانساني لان النتيجة سيكون لها فهم واحد فقط بأن الاردن يعاقب من المجتمع الدولي على مواقفه الاخلاقية ..

مدار الساعة ـ