كتب أ.د. محمد الفرجات
في حديث جلالة الملك مؤخرا وفي عدة مناسبات، كان من الواضح دعوة جلالته لعهد جديد نعتمد فيه على أنفسنا، في إشارة إلى توقف الكثير من برامج المساعدات من الدول الداعمة، هذا على الشأن الإقتصادي.
على الشأن السياسي، فالمنطقة تشهد تغيرات وتحولات متسارعة، والدور الأردني يغيب في رعاية المصالحة بين فتح وحماس، والدعوات غير الشريفة لما يدعى ب"الوطن البديل" تنطلق من إسرائيل بحضور بعض الخونة، وطبيعة المؤتمر يقصد بتوصياته وثائق خبيثة لما بعد عدة عقود.
مؤسسة الديوان الملكي ومستشارو الملك وكل من يخطط للدولة الأردنية، عليهم اليوم البحث عن أفكار أكثر واقعية وقبولا للشارع والمستقبل لمعادلة البقاء أمام صراع السياسة والإقتصاد، سواءا على الصعيد الداخلي أو الخارجي، وعليهم إقناع أنفسهم بخطورة المرحلة كذلك.
هذا وسيتطلب ذلك الجرأة بالتعامل بالمثل، وإعادة النظر بالعلاقات والإتفاقيات، نعم والإتفاقيات وتفاصيلها.
جلالة الملك قدم أوراقا نقاشية في عدة حيثيات، بمجملها تشكل ما يلبي حاجة المرحلة، بمشروع وطني تتبناه الدولة بكل مفاصلها، وبما ينتج عنه من تعديلات دستورية وتشريعات قد تفرضها المرحلة.
أشجع الأحزاب والقوى السياسية الأردنية والبرلمان ومجلس الأعيان وشيوخ العشائر الأردنية والفعاليات الشعبية صياغة رؤية لمشروع أردني هادف يستسقي أهدافه من الأوراق النقاشية الملكية السامية، إضافة لخارطة طريق نحو نهضة إقتصادية تبنى على نظرية الإقتصاد التعاوني...
أنظروا قصيدة "أنا الأردن" للشاعر سليمان المشيني... فنحن يا سادة هنا منذ الأزل وفجر التاريخ، وعلينا أن نبقى ونغرس أسباب البقاء للأجيال القادمة ليفخروا بنا،،،