مدار الساعة - خاص - لم يكن أمس في أروقة الجامعة العربية، إلا يوماً أردنياً بامتياز وعنواناً للحراك الدبلوماسي الساعي لحشد الدعم السياسي والمالي لوكالة الأونروا، حيث تصدّر الموقف الأردني الجلسة الخاصة لوزراء الخارجية العرب، وهو موقف مبدأي تراكمي، ليس بجديد ولا موقف مناسبة ولا لحظي، بل يتوج الجهود الدبلوماسية والسياسية المستمرة للمملكة منذ التقاط توجهات إدارة الرئيس ترامب حيال القضية المركزية، رغم محاولات عمان، بجهد ملكي مشهود له، إقناع واشنطن بخطر ذلك.
وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، كان على طاولة الاجتماع وفي رده على أسئلة الصحفيين، نجماً ذو شكيمة، ودبلوماسياً بنكهة المدافع، ومحامياً قوياً وهو يحمل رسالة أطفال فلسطين وغزة، وسياسياً إنسانياً وهو يخيّر المجتمع الدولي، بلغة المسؤولية ولفت الانتباه، بين الدفع بمصير 260 ألف طالب في قطاع غزة إلى المدارس أم إلى ميدان الصراعات والحروب.
الرسالة الأردنية وصلت، كما يرى مراقبون استمعوا جيداً للخطاب أمس وراقبوا عبر شاشات التلفزة الحضور والحراك للدبلوماسية الأردنية، عبر منصة عربية مؤسسية توفّر في أروقتها مظلةً أوسع لتوحيد الجهد العربي، التي دعا الصفدي لتقويتها "عبر جهد حقيقي يستهدف تطوير أدوات عملها، وزيادة فاعليتها في توفير آلية عمل جماعية لمواجهة التحديات".
اللافت في كلمة الصفدي، خلال اجتماع الدورة 150 لمجلس جامعة الدول العربية، انها حملت عبارات واضحة وبخط عريض تجاه إسرائيل ومخططات واشنطن، حينما جزم بأن أي حديث عن غير حل الدولتين هو بمثابة "صيغ تحاول الهروب من حقيقة أن الاحتلال أساس الشر" وأن أي مقترحات "عن سيادة منقوصة أو عن حل كونفدرالي، هو وهم بائس لا فرصة له في أن يكون حتى موضوع نقاش".
كلام الصفدي هذا، الذي يقوله بوصفه وزير خارجية الأردن الدولة والنظام الهاشمي، يأتي في إطار استكمال الرسالة الاستهجانية والرفضية التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني غير مرة وهو يرد على اية أطروحات تصفوية لقضية الفلسطينيين ودولتهم وحقهم: "كونفدرالية مع مين؟".
صحفياً لمحنا ولمسنا عبر عدسات الكاميرات جهداً لا بد من الإشارة إليه والإشادة به، وحيث مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة علي العايد يتحرك جنباً إلى جنب مع الوزير الصفدي ويتفاعل مع نظرائه العرب، في صورة تعكس مؤسسية الحراك الدبلوماسي وتعزز تلك الرسائل الصادرة عنه.