انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الوجود حدث.. وليس فكرة

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/06 الساعة 09:44
حجم الخط

احمد عودة سلامة

ها نحن نعود من الصفر إلى ماتحت الصفر بأشواط في سبيل قضيتنا الكبرى.

اجتمعت على عاتقنا آلاف المواقف والذكريات التي خلدت من وهبوا أرواحهم لأجل القضية الفلسطينية منتظرين لنصرٍ لم يأتِ.

مساومة ، خنوع، وتنازلات أودت بقضيتنا إلى آخر رمق .

هي تغرق في بحر السماسرة وتجار السياسة، لا حس لها وهي تعاني وحيدة وإذ ماانتفضت اجتمع العالم بأسره لإخمادها.

وانفض الأعراب تاركين همها للأردن ليصارع وحيداً لينقذها من غرق محتم مرة وأخرى وألف.

اليوم اشتعلت على صفحة الحاضر "صفقة القرن " وجاءنا محامو الصهاينة الأميركيون حاملين بقلوبهم الحقد والبُغض وكل الشر لقضيتنا محاولين كعادتهم إشعال الفتنة بثوب السلام الخدّاع.

فهُم اليوم الأوصياء على أقدار الشعب الفلسطيني المقاوم رغماً.

تُسمى "كونفدرالية " لحفظ الحقوق وصفقة القرن للسلام وهي تحمل بين طياتها التهميش وهدفها إنهاء الوجود الفلسطيني وإزاحته من درب عاهرتهم المدللة "اسرائيل"

ولكن الأردن الحبيب كما عهدناه بقيادته الحكيمة رفض رفضاً قاطعاً المساومة دون الاعتراف بحق الفلسطينين بالحصول على دولة مستقلة بحدود ١٩٦٧م.

ومهما حاول محامو الشياطين لن يتراجع عن قراره الصامد فمثل هذا القرار سيودي بمواقف الأردن المشرفة على مر التاريخ إلى النسيان في حال قبوله بإنشاء "كونفدرالية " والأصح وطن بديل يمحي حق القضية وينسف أهدافها ومواثيقها.

نحن نتعايش كأردنيين وفلسطينيين في المملكة الهاشمية منذ سنين طويلة وتربطنا علاقات متجذرة متأصلة أبدية والتلاحم التاريخي عبر السنين أكد على استماتة الأردن في الدفاع عن حقهم بالحياة مكرمين في أرضهم فلسطين وعاصمتها القدس، ورغم الضغوطات التي تقوم بها أمريكا والعدو الصهيوني في تهميش القضية والعمل على محوها ، نبقى صامدين كحد السيف على حدودهم رافضين لأي حل جزئي يمنح الصهاينة الراحة ويترك للفلسطينيين الأوجاع والقهر وهم يَرون ماتبقى من أرضهم وحقوقهم تغتصب دون أن يسند عجزهم أحد.

الأردن هو الأم والوطن القومي للفلسطينيين الى أن يستردوا أرضهم تحت بند سلام عادل يتكفل باسترجاع أرض ال١٩٦٧م وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بقيادتها وشعبها.

ولا اعتراف بأي وطن بديل أو "كونفدرالية " دون الاعتراف بحق الفلسطينيين بأرضهم التي هجروا منها وحدودهم المتفق عليها حسب المعاهدات الدولية.

فلن يقبل الأردن بعودة المتاعب الى ساحة الوطن بتأسيس وطن بديل مؤقت يحمل بين جدرانه ألف فكرة عدوانية رخيصة لسلب الحقوق .

ولن يكون الأردن شريكاً لحفظ حدود الصهاينة ورغم مايحدث من انقسام في صفوف الفلسطينيين إذا ما أراد أحد بهم سوءاً سينتفضوا ليجابهوا الباطل بسيوف حق لاترحم .

وأبداً لن نتخلى ونهرب ونترك القضية وحيدة ليمحوها التاريخ ويتناسى الأجيال القادمة هويتها وبأننا عانينا ونعاني في وطننا العربي من ورم خبيث احتل أرض فلسطين الطاهرة بفعل الخديعة والمكر. ولا نهاية لوجود القضية فنحن أبنائها ومن دونها تسقط هويتنا، ومهما حاول الغرب و "المسالم" الأحمق ترامب من رسم صفقات سلام مخادعة لن نتنازل ونستسلم ، فالوجود ليس فكرة بل حدث وحق الفلسطينيين ليس فكرة بل هو حدث ثابت لن يتحول على مر العصور.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/06 الساعة 09:44