انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

العضايلة يكتب: مني لسعد.. حبيبي الحاضر الغائب

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/03 الساعة 12:58
حجم الخط

بقلم: عماد العضايلة

برغم أنف الموت سأبقى أتحدث معك بضمير المخاطب، لأن حضورك أكبر من أن ينتقص منه موت، ولأن ضمير الغائب يصلح للتحدث عن كل الناس إلا أنت، ولأن عبارة "بمن حضر" التي نقولها في المناسبات تصلح دائماً إلا في غيابك.. أي قيمة لمن حضر إذا غبت أنت يا سعد ؟!

حين كنت أرفض عروضاً مغرية في الإعلام وأشتري قربك قالوا عني "مجنون".. دعهم في جهلهم سارحون! هؤلاء لم يتذوقوا حلاوة وجودك في حياتي، ولم يعرفوا أنك احتضنني منذ نعومة إظفار قلبي.. قلبي الذي نشأ على حبك وسيموت على ذلك، أتذكر بداياتي في الإعلام وكيف وجدتك في ظهري كأب يراقب خطى ابنه الأولى، وفِي كل خطوة جديدة يقفز قلبه فرحاً وخوفاً؛ فرحاً لأن الابن المدلل اشتد عوده، وخوفاً لأن الخطوة الجديدة تنمي اعتماده على ذاته.. كأنك لم ترد لي أن أكبر يا أبي، وكأني كلما كبرت كنت أهرب إلى كنفك، كيف لا وهذا الكنف احتضن دراستي وتدريبي وعملي؟!

اتذكر يا سعد المسيرة الفارقة في حياتي المهنية، عندما جعلتني أقول للمرة الأولى : عماد العضايلة لقناة mbc ..عمّان!

كنت قادما من زحوم في الكرك اتلعثم باللهجة "المدنية"، كيف لشاب قادم من قرية معدمة أن يظهر على شاشة العرب ويخاطب كل العرب، لكنني لم أجبن أبدا.. كيف يحسب عماد للدنيا حساباً وكبير مذيعي العرب "سعد السيلاوي" في ظهره ؟! تعلمت منك أشياء كثيرة يا سعد، إلا أن أنبل ما علمتني إياه أننا قد نقابل الزعماء وقد نصبح أصدقاءهم، لكن حنيننا يظل للوطن وأبناء الوطن وتراب الوطن، وأن أجمل التقارير تلك التي تكتبها عن فقراء الوطن، هؤلاء حتى لو خرجت تقاريرنا عنهم دون "مونتاج" تظل أكثر جمالاً وصدقاً من تقارير الشخصيات والذوات !

صدقني أن السرطان لم يهزمك وجهاً لوجه،وكان جاهلاً حين ظن أن استقراره في حنجرتك سيخرس صوتك ، لأن هذا الصوت كان القلب منبعه ومستودعه، وليس لألف سرطان أن يتمكن من قلبك يا أكبر القلوب وأنقاها .. كل ما في الأمر أن السرطان خبيث أكثر من اللازم وأنت طيب أكثر من اللازم، فتفوّقت خباثته على طيبتك ..

ويلاه يا سعد .. ويلاه يا حبيبي.. ويلاه يا أخي ويا أبي !

مدار الساعة ـ نشر في 2018/09/03 الساعة 12:58