مرة بعد مرة تثبت قطر أنها نموذج سياسي عربي فريد في المنطقة. تخيلوا لو خلت الساحة العربية من الماكينة الدبلوماسية والسياسية القطرية. اليس يبدو المشهد قاتماً؟
لقد استمعت بامعان شديد لمقابلة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المذاعة على محطة الجزيرة.
لقد تزاحمت الحكمة والمصداقية والعقلانية في كل جملة من الجمل التي تحدث بها آل ثاني.
ما يدعو الى الفخر هو أن فرح دولة قطر بالاتفاق يوازي فرح اهل غزة به. وأن تعب خمسة عشر شهرا ينتهى بفرحة اهل غزة.
معروف ان الدوحة عبر هذه الاشهر تعرضت لكثير من المغالاة والابتزاز السياسي الرخيص والمعارضين للدور لم يخرج منهم إلا الصراخ.
لكن قطر اصرّت وهي تعلن عن اتفاق الصفقة على التالي: ما نقوم به دور إنساني عروبي من أجل اهل غزة، هدفنا فيه ضمان هذا الاتفاق واستمراره.. ان الأدوار التي قامت بها الدولة ذات طابع أخلاقي إنساني لخدمة القضايا العربية، وفض النزاعات المعقدة واعادة الحياة لطبيعتها، سواء ان كان ذلك في فلسطين او سوريا.
هذا الخطاب السياسي هو خطاب عقلاني يقوم على مصداقية عالية المستوى واحترام وتقدير دولي لهذه السياسة، فالواقعيّة السياسية ظاهرة للعيان كمنهج للسياسة الخارجية القطرية.