أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مستثمرون مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل يقدر على ذلك عمر..

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

د. عساف الشوبكي

بعد ان أعلنت الحكومة عن إنجاز 62.5 بالمئة من الأهداف التي وضعتها في مهلة المئة يوم الاولى من عمرها ( العطوة)، ولدى مراجعة الأهداف التي وضعتها الحكومة يتبين انها أمور باهته لا ترتقى للإهتمامات العامة للأردنيين ، وكان يجب على الحكومة إعلانها دون تحميل المواطن (جميلة) على ما تدعيه إنجاز. مثل الإعلان عن آلية تسعير المشتقات النفطية الظالمة ، والاصل ان تلغي الحكومة هذه الآلية التي فيها ظلم وغبن وتطفيف للمواطن ويصار الى إيجاد آلية تسعير جديدة عادلة تتوازى مع سعر البترول عالمياً ، ثم هل هذا منجز تتباهي الحكومة بإنجازه وما هو العائد الإيجابي له على المواطن الاردني؟ اي ماذا استفاد المواطنون الذين مايزالون يجهلون حتى اللحظة كيفة التسعير من كشف الحكومة عن سر آلية التسعير؟ وماهو المعيار الذي كيفته عليه الحكومة بحيث انجزته وبنسبة 62.5 بالمئة.

إن الأهداف التي وضعتها الحكومة تعتبر أموراً ثانوية في حياة الاردنيين ، وفِي غالبها أخطاء وخطايا ارتكبت بحق الاردنيين من حكومات سابقة ، كان الاحرى بالحكومة الحالية تصويبها فور تسلمها مهامها ولا ينبغي تضييع 100 يوم لإنجازها، وهي لم تنجز فعلاً على ارض الواقع بعد وقد شارفت المهلة على نهايتها.

كان يجب على الحكومة ان تضع أهدافاً تعتبر مشاكل حقيقة يعاني منها الاردنيون كالفساد والفقر والبطالة، وتقول لنا عند ئذ ماذا فعلت وكم نسبة ما انجزته؟ وتضع معايير حقيقية لقياس نسب الإنجاز تستند الى الأفعال و الأرقام والحقائق .

اخشى ان تتعامل الحكومة مع الشعب كما تعاملت امرأةّ مع اطفالها في زمن خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان يتفقد احوال الرعية ليلاً ولم يكن في زمانه تصوير ولا كاميرات ولا سيلفي، اذ سمع بكاء أطفال وعندما اقترب من الصوت تبين له انهم يتضورون جوعاً وقد وضعت امهم لهم قِدر ماء على النار وغطته لتوهمهم انه طعام، ويسألها اطفالها الجياع وقد طال انتظارهم لمحتوى القدر، متى ينضج الطعام يا أمي، وهي تصبرهم الى ان يتسلل الى جفونهم النعاسُ ويغفون وينامون جوعى، عند ذلك غضب عمر ولام نفسه وأحضر لهم أمير المؤمنين رضي الله عنه الطعام فورا ً بل وحمله على ظهره .

هل حكومتنا تضع القدر فارغاً على النار؟ وتلهي الشعب الذي تتضور غالبيته جوعاً ليسكت، والى متى سيصبر ويسكت؟

وهل سُيحاسب الفاسدون ويحاكمون وتُستعاد ثروات واموال ومؤسسات البلد المنهوبة ؟

وهل يقدر على ذلك عمر وهل يستطيع احضار الطعام ؟

ذلك هو معيار الإنجاز الحقيقي وغير ذلك (طشي).

مدار الساعة ـ