الهوية الوطنية الأردنية ليست مجرد شعار أو رمز عابر يختزل في مباراة كرة قدم أو أكلة شعبية بل هي نسيج متكامل من التاريخ والثقافة والقيم الراسخة وإنها خلاصة إرث حضاري يمتد لآلاف السنين ينعكس في جميع الأعراق والديانات والعادات التي اجتمعت على أرض الأردن تحت راية واحدة.
منذ تأسيس الدولة الأردنية عام 1921 لعبت الهوية الوطنية دور محوري في توحيد أبناء هذا الوطن وبحكم موقعه الجغرافي كان الأردن موطن للجميع من شتى الأصول والمنابت ليشكل نموذجآ فريدآ في التعايش الاجتماعي حيث قامت هذه الهوية على مبادئ الاحترام المتبادل والانتماء العميق الذي يتجاوز كل الانقسامات السطحية.
قد تثير مباريات كرة القدم أو أحداث ثقافية واجتماعية أخرى بعض النقاشات المؤقتة لكنها لا تمثل ضعفآ في الهوية الأردنية على العكس فإن الرياضة والثقافة أدوات لتعزيز روح الفريق والتآلف بين أبناء المجتمع وإن اختلاف الآراء حول هذه القضايا اليومية دليل على التنوع والحيوية ولكنه لا يغير من صلابة الوحدة الوطنية.
على مر العقود ورغم التحديات الاقتصادية والسياسية والأزمات الإقليمية ظلت الهوية الأردنية ثابتة وعصية على التصدع. ومحاولات زرع الفرقة باءت بالفشل أمام وعي الشعب الأردني وتمسكه بوحدته الوطنية.
في السياق ذاته لعبت القيادة الهاشمية دورآ حاسمآ في تعزيز الهوية الوطنية الجامعة فقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في خطبه وتوجيهاته أن التنوع في الأردن مصدر قوة هذا التوجه الحكيم أسهم في تعزيز شعور المواطنين بالانتماء والفخر بوطنهم، مما جعل الهوية الأردنية أقوى وأكثر تماسكآ.
جملة القول ،،،الهوية الأردنية ليست مجرد صفحة عابرة قد تتأثر بخلافات بسيطة حول مباراة رياضية أو أكلة شعبية او نقاش ثقافي بل هي كتاب شامخ الصفحات يروي قصة وطن صمد أمام العواصف وتحدى الصعاب والأردن وطن للجميع وهويته الوطنية هي جوهر قوته وأي محاولة للنيل منها ستتحطم أمام وحدة أبنائه وصلابة قيادته الحكيمة وقيمه الراسخة.