أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات برلمانيات جامعات أحزاب رياضة وظائف للأردنيين مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

لن نقلل من المخاوف


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

لن نقلل من المخاوف

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
وسط متغيرات عدة تعصف بالمنطقة، والعالم، ومآلات لا ندري حتى اللحظة هل هي مرسومة أم تسوقها الأحداث والمتغيرات، ومثالا عليها كيف تغير وجه المنطقة فعلا، تصبح الأسئلة الأردنية أكثر إلحاحا.
وبين هذه التساؤلات هو الأردن وكيفية التعاطي مع المتغيرات كافة.. غير أن الإجابة تتمثل في تشريح التعاطي وهو في دبلوماسيتنا الخارجية مقبول، ومدروس، وبتأن، فنحن حيال أزمة غزة حددنا مبادئنا برفض التهجير، وانحزنا لفلسطين ودعمها سياسيا، لأجل وقف هذه الحرب، والأهم أننا تحركنا بإيجاد مقاربة عربية لأجل «تزخيم» الدعم.
وإنسانيا، يواصل هذا البلد مد يد العون، انطلاقا من واجبه، ولتثبيت صمود الإنسان الفلسطيني على أرضه، وتخفيف وطأة هذه الحرب.
وفي سوريا، أنتجنا مقاربة سريعة مع المتغيرات في دمشق، تقوم على فتح الباب العربي على سوريا، وكان وزير خارجيتنا من أوائل العرب ممن وصلوا إلى دمشق، حتى لا تبقى المتغيرات هناك على سجية واحدة، واستخلاصا من عبر مراحل مضت.
بالمحصلة، للأردن مقارباته وبمرونة مع المتغيرات ووجه المنطقة المتغير الملامح، والملاحظ في هذا الحراك هو أنه يمتلك فلسفة المبدأ والشرعية التي يقوم عليها خطابنا الأردني، وهو يراعي مصالحنا الوطنية، بحماية الأردن وحاضره ومستقبله.
يبقى لدينا إشكالية التطرف الصهيوني الذي يمثله اليمين المتطرف من أمثال بن غفير وسموتريتش، ومن نسج على غرارهم بما يطرحوه من مشاريع تقود المنطقة إلى الإنتحار، خاصة في ضوء الهشاشة التي خلفتها حروب المنطقة، لدى دول بعض دول الجوار، والمشاريع الإقليمية الأخرى التي تقوى وتضعف بحسب الحالة الدولية.
يوجد متغيرات أخرى منتظرة على المسرح الدولي، ومرتبطة بالمنطقة، أهمها تنصيب الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بعد ايام، والبعض يتحدث بلغة الخشية، خاصة وأن هناك إرث صفقة القرن، وأظن أن هذه المخاوف مشروعة، ولكنها ليست المشهد كله.
فإذا ما كان خطاب ترمب يتحدث عن السلام، فأي طروحات خارج العدالة وإقامة دولة فلسطينية هي إعلان حرب في المنطقة، ودوامة لا تنتهي، خاصة وان حجم الدماء في منطقتنا أصبح لا يحتمل.
إن أي طرح يحرك ما يثير المخاوف مثل مشاريع «الترانسفير» من الضفة، سيثير دوامة لن تنتهي لأجيال من الصراع، وستمتد في أثرها على العالم، وهو ليس مستعد لأي أزمة أخرى بعد أزمة سوريا، وأوكرانيا.
لسنا في مجال التقليل من المخاوف، ولكننا في معرض التأكيد على أننا في بلد يدرك المتغيرات كافة، ولكنه بدبلوماسيته نجح في صون الأردن، والأهم هو الاتزان مع المبدأ، ولم يقدم مواقف مجانية.
الأهم في ضوء ما يحصل، والمنتظر من متغيرات.. هو الجبهة الداخلية ووحدة الصف، فنحن نملك عناصر قوة، تحتاج إلى الإيمان بالذات، وتعزيز فكرة الثقة بالذات هي أمر يقع على عاتق الإعلام والنخبة، فما نبذله في هذا البلد بقيادة الملك عبدالله الثاني هو مواقف مشرفة، ولها مبادئها التي استمسكت بها، رغم كل المتغيرات.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ