أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

حرب الإبادة المستمرة


أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق

حرب الإبادة المستمرة

أ. د. أمين المشاقبة
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
تستمر اسرائيل بحرب الإبادة الجماعية والمجازر على المستوى اليومي في غزة وبمعدل لا يقل عن ٧٠ شهيداً يومياً، معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ دون رحمة او انسانية فالهدف هو القضاء على أكبر عدد ممكن من سكان غزة ومحاولة الضغط على حركة حماس لرفع الراية البيضاء، فقد دمر الاحتلال الشمال كاملاً بيت لاهيا، وجباليا واخليت من السكان بشكل كامل ولم يسلم الجنوب من العمليات العسكرية، ولا يوجد اي عملية عسكرية ضد اهداف عسكرية، انما المدنيون هم الهدف والغاية من اي عملية عسكرية، اذ دمرت ما يزيد على 90% من مساكن غزة. والبنى التحتية كافة، ولم تسلم المؤسسات الطبية والمستشفيات وتم حرق مستشفى كمال عدوان، والمطالبات باخلاء بقية المستشفيات في الشمال بحجه انها تستعمل لأغراض عسكرية وهذه حجة باطلة وغير حقيقيه انما تستخدم للفت نظر العالم إلى مشروعية العمليات العسكرية..
وتواصل الولايات المتحدة دعمها لهذه الدولة الوحشية إذ قدمت لهم ما يقارب 78% من الاسلحة والذخائر بمبلغ تخطى ٢٢ مليار دولار وهي تدعى حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة، كما هي اسرائيل التي تدعي بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن جيشها هو الجيش الاخلاقي. من المعروف أن اسرائيل وما دامت مدعومة من الولايات المتحدة لا تعترف بالقانون الدولي، ولا القرارات الدولية، ولا القيم الانسانية لأن كل من هو غير يهودي وجب قتله وهذا محلل في الديانة اليهودية وهم الأغيار.
إن السلوك السياسي والعسكري الإسرائيلي في فلسطين التاريخية لا يمكن وصفه الا بالسلوك الاجرامي الهمجي والوحشي ولم يحدث في التاريخ أن فعلت دولة ما تفعله اسرائيل في قطاع غزة؛ ولا الحرب العالمية الثانية او غيرها من الحروب حصل ما يحصل اليوم في القطاع، والادعاء الدائم هو الدفاع عن النفس، ومن يدافع عن نفسه هل هم اهل غزة ام الاسرائيليون؟
إن مجريات الحرب التي يسمونها (بالمعركة العالمية) أو حرب النهضة خارجة عن كل المعايير الدولية في الحروب اهدافها عملية السيطرة الكاملة على فلسطين التاريخية ورفض الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبعد ذلك تتم الهيمنة على منطقة الشرق الاوسط عسكرياً، واقتصاديا وسياسياً وتصبح اسرائيل صاحبه الكلمة العليا وخصوصاً بعد انهيار ما يسمى بدول الممانعة وهي مرحلة من مراحل تطور الحركة الصهيونية التي تسعى لها منذ زمن طويل، ونحن العرب علينا العمل للتكيف مع هذه المرحلة الجديدة والا ستكون الحروب اشمل واوسع مما كانت عليه.
إننا امام مرحلة جديدة للحركة الصهيونية وعلينا العمل لتقليص هذه الهيمنة واهداف المرحلة القادمة والا لن يكون هناك صوت عربي مسموع او له القيمة والوزن.
وفي قادم الايام سيأتي للبيت الأبيض الجمهوري دونالد ترامب صاحب الصفقات والأوامر والمتعاطف مع اليمين المتطرف في اسرائيل والذي يملك رؤية خاصة به بالنسبة للصراع فكيف تكون الأمور أحسن أم أسوأ.. وباعتقادنا أن الأسوأ هو القادم.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ