مدار الساعة - د. ايه الشوابكه - يحرص الكثيرون منا في نهاية كل عام على استقبال عامهم الجديد بالعديد من الخطط والأهداف والمشاريع والتغييرات
لتنهال الأفكار على الورق راسمة طريق هذه النوايا وتدونها .. وحين نصل الى نهاية القائمة ونعاود مراجعتها تستوقفنا الروابط المشتركة في مدونات السنوات الماضية وتذكرنا بنفسها الا وهي الأخلاق ..
فحين نعود إلى الأعوام الماضية ومنذ بدء تاريخ البشرية وحتى الآن لم تخلُ مدونات التاريخ من ذكرها والاستشهاد بها وتطبيقها ،، فإذا ما رجعنا لأشهَر المدونات التاريخية؛ لوجدنا أرسطو وحديثه عن الفضيلة ولوجدنا الثقافة العربية وأمثالها العديدة عن الشيم، وصولًا إلى حديث خاتم الأنبياء والمرسلين ''إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق'' وعليه نجد أن الأمم لم تخل من سيرة الأخلاق يومًا..
ولراغب في تدوين أهدافه في اجندة العام الجديد نقول: هذه دعوة جديدة وفرصة مثلى للتّمسك والاقتداء بجذر الاستقرار وأساس المعاملة ،، والتي هي الأخلاق..
والجدير بالذكر أن الأثر المتسم بالأخلاق يترك لصاحبه الذكرى الحسنة والمحبة في القلوب..
فلن نعطِ الممارسات الخاطئة غير الأخلاقية مساحة في أن تكون جزءًا من هذه السطور بل الأحق أن نستذكر الكثير من الممارسات الأخلاقية التي هي الأحق بأن تذكر لتشغل الجانب الأكبر من اهتماماتنا وحروفنا فتلك هي مضامين الفرصة الجديدة وفحواها ..
وعليه فلنبدأ عامنا بتسامح الأرواح وطهر قلوبها ولنجعل الصدق ميثاق الكلام وعطره، والعدل ضمان الطمأنينة وسعادتها, وبصون الأمانة نعيد للأمة أمجادها, وبالتواضع نحفظ مكانتنا وبالحياء نزين الفضيلة ونجملها وبجبر الخواطر نعيد للوجوه بهجتها وبالوفاء نثبت أن الفطرة طيبة وبالصبر نحمي ضمائرنا ...
ومما سبق يتضح أن الحصر لا يجدي نفعًا في جمع بحور الأخلاق ومسمياتها
الا أننا نجيد نفعًا حين نحرّص أنفسنا على جمع الاخلاق في صفاتنا فهذا ما يتطلبه عالمنا المتزايد في التعقيد يومًا بعد يوم ..
وأن نحرص في بداية هذا العام أن نوحد الوجهة وإن تعددت الخيارات متيقنين أن هذا هو حبل الذات المتين الذي يربطنا لنوحد صفوفنا في هذه الحياة..
فرحم الله شوقي حين قال :إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا !!
فلضمان بقائها نستقبل عامنا الجديد مرحبين ببريده المستعجل وطيّه...