ولا أستبعد وأنا أخط بقلمي هذا أن أسمع عن تشييع شهيد جديد ينضم إلى سجل الأبرار وقائمة شهداء الأردن الابطال في سبيل الله تعالى، ومن ثم الوطن، وموقف الاردن الأصيل مع فلسطين والمسجد الاقصى، وهذه الشهادة التي قدموها لنا جعلت أسماءهم ترفرف في الأعالي، وستذكر في كل وقت وحين، لأن هذه الدماء غالية جدا علينا، وإلا لما وجدت الهاشميين الكرام متواجدين في كل عزاء، وقلوبهم تدمع قبل عيونهم على أهلهم وذويهم الذين باتت الحسرة تسكن عيونهم، فترى تلك القلوب البيضاء والأيدي الحانية تطبطب على جروحهم، وتهدىء من روعهم، تبشرهم بأن الذكرى ذكراهم وقلوب شعبنا لم ولن تنساهم أبداً، الشهيد منزلته عظيمة بين أحبابه في الدنيا وعند ربه في الآخرة، وتثبت صبرهم باليقين وحسن الظن والثقة بالله، لأن الاردن مؤمن بأن شهداءنا هم عظماؤنا وتاريخنا وكل أمجادنا.
ختاما: لا موت للشهداء فينا، فنحن الذين تخضبت أرواحنا بنداء أحمد.. وشهداؤنا اليوم هم مصدر فخر لنا فهم عزتنا وأرواحنا، فليرتفع منها مئات أو ألوف لا ضير؛ فالشهداء هم قنطرة الحياة إلى الخلود، يا سادتي الشهداء هذا عهدنا.. فلنمتط هذا الصهيل، ولا نفك لجام خيل الله قبل وصولنا وتحقيق فجر النصر العظيم، والتخلص من أعداء الأمة والدين، فياراحلين عن الحياة وساكنين في أضلعنا، لئن لم نلتق في الأرض يوماً، وفرق بيننا كأس المنون، فموعدنا غداً في دار خلد، بها يحيا الحنون مع الحنون ،وتستمر قوافل الشهداء.. في كل يوم للجنان وتستمر مسيرةالشهداء..بدمائهم يقدمون أرواحهم خالصةً لله عز وجل ..ووجوههم المضيئة بالنور وأياديهم الطاهرة المتوضئة..تقبلهم الله عنده في عليين رحمهم الله شهدائنا الابرار.