مدار الساعة - كتبت: ايناس فلاح السكارنة - لطالما كانت المرأة في المجتمع العربي رمزاً للقوة والتحمل، ومصدراً للإلهام والعطاء. هي ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي أساسه وجذوره، فهي الأم التي تربي الأجيال، والزوجة، والعاملة التي تساهم في بناء الوطن، والإنسانة التي تناضل لتحقيق أحلامها وتثبت وجودها.
على مر العصور، كانت المرأة العربية تواجه تحديات لا حصر لها، من قيود اجتماعية إلى تصورات نمطية، لكنها لم تتوقف يوماً عن النهوض، ولم تخضع للصعاب. بل كانت تخلق من تلك التحديات فرصاً للإبداع والتميز، محققة إنجازات تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
في الماضي، كانت المرأة العربية شاهدة على تحولات مجتمعية كبرى، ومشاركة فعّالة في بناء حضارات عظيمة. فقد كانت الشاعرات والكاتبات والفقيهات ممن ساهمن في تشكيل الفكر العربي والإسلامي. أما اليوم، فتقف المرأة في الصفوف الأمامية، تُحقق النجاحات في مختلف المجالات، من السياسة والاقتصاد إلى الفنون والعلوم.
ولكن مع كل هذا التقدم، تبقى هناك معارك مستمرة لتحقيق العدالة والمساواة. فالكثير من النساء لا يزلن يعانين من التمييز، ويواجهن تحديات تمنعهن من تحقيق كامل إمكانياتهن. هنا، يأتي دور المجتمع بأسره لدعم المرأة والاعتراف بدورها الجوهري في النهوض بالمجتمع.
إن الحديث عن المرأة العربية ليس مجرد حديث عن قضية فردية، بل هو حديث عن مستقبل أمة بأكملها. فتمكين المرأة يعني تمكين الأسرة، وتمكين الأسرة يعني تمكين المجتمع. والمرأة التي تُمنح الفرصة لتظهر إبداعاتها، هي المرأة التي تصنع الفرق، وتحقق التغيير
وفي الختام، تبقى المرأة في المجتمع العربي القوة الصامتة التي تحرك عجلة الحياة، والركيزة التي يبنى عليها حاضر الأمة ومستقبلها. هي صانعة الأجيال، ومعلمة القيم، وراعية التغيير. فلا يمكن لمجتمع أن ينهض أو أن يزدهر دون الاعتراف بدورها المحوري واحترام كيانها.
إن الاحتفاء بالمرأة وتمكينها ليس خياراً، بل واجب يفرضه الواقع والتاريخ. فكل خطوة نحو دعم المرأة وتحرير طاقاتها هي خطوة نحو بناء مجتمع أكثر قوة وعدلاً. ومن خلال الإيمان بقدراتها وتوفير السبل التي تعينها على تحقيق ذاتها، نفتح الأبواب لمستقبل أكثر إشراقاً، حيث تُصبح المرأة صوتاً مسموعاً لا يُغفل، وشريكاً متساوياً في مسيرة التقدم والنماء.