تتقدم قوى المعارضة في سوريا تقدماً سريعاً من محافظة الى اخرى، وهناك انسحابات للجيش السوري بحجم اعادة تجميع القوات والاتجاه نحو عمليات معاكسة، لكن هذا لم يحصل على جبهات، ادلب، وحلب، وحماة، والآن الاتجاه نحو حمص وهي مربط الفرس، فاذا سقطت حمص هناك احتمالات عالية بالتوجه نحو العاصمة دمشق، وفي المسار الجنوبي هناك سيطرة على درعا والسويداء من قبل قوى المعارضة وهذا اتجاه ضاغط على النظام السوري اذ وصلت المعارضة الآن الى نحو ٢٠ كم من العاصمة دمشق، وهذا أمر واضح لانتصار المعارضة في مسعاها، وهنا احتمالان؛ الأول؛ محاصرة دمشق وحصول معركة طويلة المدى حول دمشق لأن العديد من القوات السورية تجمعت في العاصمة وحولها وهذا سيدفع لاطالة امد الحرب، والاحتمال الثاني، هو سقوط العاصمة وتراجع وانسحاب القوات المدافعة عن دمشق وهذا يعني سقوط النظام السوري، وبروز نظام سياسي جديد بايديولوجيا مختلفة، وتوجهات جديدة.
وبالنظر الى ما يجري الآن على الساحة السورية يبدو ان هناك توافقاً أميركياً، تركياً اسرائيلياً وروسياً، فالدفاع الروسي عن النظام تراجع بشكل ملحوظ ولم يعد كما كان في السابق وربما سيحافظ على وجوده الاستراتيجي في الشمال الغربي (حميميم) القاعدة المتقدمة على المياه الدافئة، ويبدو أن هناك علاقة ما بين قوى المعارضة وروسيا، بالجانب الآخر هناك دعم تركي كبير لقوى المعارضة، سياسياً وعسكرياً للانتهاء من النظام السوري وذلك لسوء العلاقة بينهما ولتحقيق اهداف القضاء على حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا وتأمين حدودها الجنوبية من اي اعتداءات ارهابية وأن تأمين الحدود التركية الجنوبية يُساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في الجانب التركي، وأي تغيير في النظام سيؤدي الى عودة ٣ ملايين نازح سوري وهذا يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي التركي المُتراجع منذ اربع سنوات فلا زال هناك اهداف ذات طابع استراتيجي كبير بالنسبة لدعم تركيا قوى المعارضة.
وفيما يتعلق بايران فإنها تعلن دعمها للنظام السوري لكن هناك انسحاب لبعض القوات من مسارح القتال، حيث يوجد ما يقارب ٢٧ الف مقاتل من القوى الايرانية الداعمة للنظام مثل «الفاطميون» وهذا التراجع في الدعم العسكري يفسر بأن ايران امام انسحاب القوات السورية من مسرح القتال لا تريد ان تتحمل المسؤولية العسكرية بدلاً من النظام.
ومن المؤشرات الكبرى على بداية النهاية هو ان العديد من الدول بدأت بسحب مواطنيها من دمشق، الولايات المتحدة طالبت بذالك، وروسيا، وإيران وغيرها من الدول.
إن توالي انسحابات الجيش السوري يؤشر إلى عدم الرغبة بالقتال او الدفاع عن النظام واما ان يكون ذلك طوعياً، أو عن قصد للشعور بأنه يُدافع عن من؟ او منظماً ومتفقاً عليه مع قوى المعارضة بعد أن تنسحب تدريجياً من الدفاع عن النظام القائم ولا تتدخل عسكريا انما تسعى إلى التهدئة ومساعدة النازحين ويبقى ان اللقاء في الدوحة بين القوى ذات العلاقة هل سيؤدي لاتفاق يوقف اطلاق النار وتسويات مع قوى المعارضة ام لا وباعتقادنا هذا الاجتماع لن يكون مجدياً او حتى مقبولاً امام الانتصارات التي تتحقق على الأرض فالوصول الى اطراف دمشق عامل مساعد في الاستمرار في القتال واسقاط النظام.