مدار الساعة - أ.د. محمد الفرجات - بعد أن نالت حكومة الدكتور جعفر حسان ثقة مجلس النواب، ووسط النجاحات التي حققتها العملية الإصلاحية السياسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يبرز الآن دورٌ محوري في تعزيز مفهوم التطوير المؤسسي والإداري. من هنا، ندعو دولة الدكتور جعفر حسان إلى تدشين مبادرة غير مسبوقة تتمثل في إنشاء وحدات متخصصة للابتكار والتطوير داخل كل وزارة ومديرية ومؤسسة حكومية.
الرؤية والمهمة:
تهدف هذه الوحدات إلى استقبال الأفكار المكتوبة والموثقة من الموظفين، والمراجعين، وأصحاب العلاقة. الأفكار تُجمع، تُدرس، وتُطوَّر لتحسين جودة المنتج أو الخدمة المقدمة، مع التركيز على تطوير بيئة داعمة للإبداع داخل المؤسسات.
الآلية المقترحة:
التكامل مع أقسام الحاسوب: ترتبط هذه الوحدات مباشرة بأقسام الحاسوب في المؤسسات لضمان توفير الأدوات التقنية اللازمة لمعالجة الأفكار وتحليلها.
نظام لتلقي الأفكار: يتم إنشاء منصات إلكترونية وآليات تستقبل الأفكار من جميع الأطراف ذات العلاقة.
تقييم الأفكار: تُشكل لجان متخصصة في كل وحدة لدراسة جدوى الأفكار وقابليتها للتطبيق.
تطوير وتنفيذ: الأفكار المُجدية تُحوّل إلى مشاريع تجريبية، مع إمكانية تبنيها بشكل رسمي حال نجاحها.
التسويق الاقتصادي: الأفكار التي تُنتج خدمات أو منتجات جديدة تُحوَّل إلى فرص اقتصادية تُسوَّق محليًا ودوليًا، بما يساهم في زيادة دخل الدولة.
الفوائد المرجوة:
تعزيز الإبداع المؤسسي: يملك العديد من الموظفين أفكارًا مبدعة، لكنها غالبًا ما تُهمل بسبب غياب آليات الدعم. هذه الوحدات ستوفر منصة لاحتضان هذه الأفكار.
تحسين جودة الخدمات: الأفكار الناتجة عن هذه الوحدات ستساهم في تقديم خدمات أفضل وأكثر كفاءة للمواطنين.
تعظيم الفائدة الاقتصادية: تطوير منتجات جديدة من خلال هذه الأفكار يمكن أن يتحول إلى مورد اقتصادي إضافي للدولة.
إشراك المجتمع: فتح المجال أمام المراجعين والمواطنين للمساهمة في تطوير المؤسسات يعزز ثقتهم في الحكومة.
أهمية المبادرة في السياق الإصلاحي:
تأتي هذه الدعوة كجزء من عملية الإصلاح المؤسسي والإداري التي تمثل مرحلة أساسية في تحديث الدولة الأردنية. فتح المجال للعقول المبدعة داخل المؤسسات يعكس روح التغيير الذي تسعى إليه القيادة الهاشمية من خلال إشراك الجميع في مسيرة البناء.
دعوة للتنفيذ:
نأمل أن يولي دولة الدكتور جعفر حسان هذا المقترح الاهتمام اللازم، لما له من أهمية في تعزيز الكفاءة المؤسسية وتحقيق الأهداف الوطنية. كما نأمل أن نرى الأردن نموذجًا عالميًا يحتذى به في كيفية استثمار العقول البشرية وتحويل الأفكار إلى إنجازات ملموسة.
نحن بانتظار أردنٍ أقوى وأكثر إبداعًا.