المطلوب اليوم من الحكومة والنواب كبير، ومختلف عمّا كان في مراحل مضت، لأسباب أولها هي أن هذه التجربة ككل جاءت بعد مناخات التحديث السياسي، وما تزال تسير في هذا الفضاء.
فمن غير المعقول أن يكرر بعض «النواب» نفس الخطابات وذات اللغة، والمفاهيم، وأن نبقى عالقين في دائرة مفهوم النائب وماذا نريد منه.. وإن كان بعض نوابنا يشكون من عدم مقدرتهم على الرقابة والتشريع، لأسباب تتعلق بمطالب دوائرهم وناخبيهم الخدمية.. فالقوانين بين أيديهم.. فليغيروا بما يعزز تجربتنا المنشودة.
الأردنيون تابعوا جلسات الثقة بالحكومة، وينتظرون كيف ستمضي باقي النقاشات فيما يتعلق بالموازنة والصيغ في العمل بين السلطتين.
كما أن الظروف التي نمر بها إقليمياً، ودولياً، ليست ذات الظروف التي كانت مع مجالس سابقة.. فنحن اليوم أمام تحولات وتحديات أخرى، سواءً في فلسطين المحتلة، أم في سوريا وما يجري في شمالها.
والحكومة اليوم معنية بأن تساعد على إنضاج التجربة التي فعلاً هي مختلفة بما تحمله من طموحات، وبخاصة أننا أمام مواقيت قانونية لها، من جهة الانتخابات المقبلة وإعطاء الأحزاب فرصها.
المطلوب اليوم كثير، ولكنه محدد وواضح، وهو أن تكون المسؤولية مشتركة بين الجميع، لظروفنا الاستثنائية، وللآمال الكبيرة التي يحلم بها الأردنيون، ولأن الرؤية الإصلاحية السياسية دارت عجلتها ولم يعد هناك فرصة للتراجع.
ويجب أن نقر أن البدايات ما تزال متواضعة، هذا ما يعبر عنه المشهد حتى اللحظة، وما تشير إليه مجريات جلسات الثقة بالحكومة، والمشهد عموما، باستجرار ذات الخطاب في كل مرة.
وندرك أنه حتى اللحظة.. لا نستطيع أن نحكم على التجربة أو نخوض في تقييماتها، ذلك أننا ما زلنا في المهد منها، ولكن المطلوب ما زال اكبر.
فنحن مؤمنون أن هذا الوطن يملك فرصة لتحقيق ما يصبو إليه الأردنيون بدايةً في المجال العام، وفضاءات النقاش بين الحكومة والنواب، وإيجاد خطابٍ سياسي يخدم الأردنيين، ولا يبقى يدور في ظل الشعارات والأماني الكبيرة دون نتائج يلمس أثرها الناس.
ندرك أن المرحلة صعبة.. وأن كل شيءٍ يختلف حولنا، ولكن لدينا عوامل قوة يمكن البناء عليها، أبرزها الجهود الملكية التي ثبتت الأردن على الخريطة الإقليمية والدولية كبلدٍ مستقرٍ يملك رؤيته، بل حتى كنموذجٍ مختلف في منطقة مضطربة.
لذا، فالآمال هذه المرة كبيرة، رغم بعض ما يشوب المشهد من «نتوءات»، ذلك أننا كأردنيين نتمسك بالأمل دوما.. ونثق بأننا قادرون على تحقيق الكثير.
فالمطلوب هذه المرة من الحكومة والنواب مختلف جداً.. وهو كبير بحجم آمال الجميع، فالرؤية واضحة، والترجمة تريد أن نختلف لأجل الوطن الذي لا نختلف عليه، وعلى مصالحه، وعلى مقدرته.