تحت عنوان «أسبوعان في شرقي الاردن» تكتب جريدة مرآة الشرق في عددها الصادر يوم الاحد بالقدس الشريف في 7 حزيران 1925 مادة صحفية عن بلادنا التي كانت تسمى بـ «شرق الأردن».
وتحمل المادة عنوانا «عن أهل المنطقة والغرباء».. وجاء بها كان من نتيجة تقسيم سوريا المنطقة الواقعة تحت الانتداب الفرنسي وأخرى تحت الانتداب البريطاني... فأصبحت كل منطقة تحسب المناطق الأخرى غرباء عنها فرأينا حكومة سوريا تطرد الفلسطيين من الوظائف ورأينا فلسطين تشكو الشكوى من أن الوظائف فيها تسند الى الغرباء وها هي منطقة شرقي الاردن تشكو ذات الشكوى، وتقول إن أهالي هذه المنطقة هم أحق من غيرهم بوظائف الحكومة وأن هذه الحكومة تصدر كل يوم قانوناً جديداً من دون أن يكون للأهالي يد في ذلك.
واصلت الصحفية تحذيرها مما وصفته بعواقب الأمور، وتستغرب ان الأمر لم يقتصر على الوظائف العالية في يد غير أبناء المنطقة بل زادوا على ذلك ان بعضهم جاءوا بخادم (مراسل) كأن المنطقة لا تستطيع ان تجد من يقوم بهذه الخدمة الضئيلة.
ويضيف كاتب المقال أن أبناء المنطقة يقولون نحن نعلم أن هناك وظائف فنية لا نستطيع أن نقوم بها في الوقت الحاضر فلا بأس اذا أتت الحكومة بموظفين غرباء يقومون بها لكن نفضل ان يكونوا من أبناء فلسطين لأن المنطقتين واقعتان تحت انتداب واحد.
وتوصل القول «إلا اننا لا نقبل أن تكون منطقة شرقي الاردن هي البقرة لبنا يتغذى به أبناء غيرهم ثم تبقى جائعة فذلك أمر لا نرضى به بل أننا نع ويقصد أن المنطقة كل ذلك أجحافاً وظلماً وحيفاً علينا.
وتبرز الصحيفة الشكوى بقولها «أن هذه الشكوى طالما يقولها المستوزرون من أبناء المنطقة ويردونها» بل إن الصحيفة أخذت تصريحاً من رئيس الوزراء الركابي فأجابها بقوله » أن هذا حق من حقوقهم وأنا منذ أستلمت رئاسة الحكومة أخذت احقق حق المطلب وقد عينت (35) موظفاً جديداً من أبناء المنطقة وسأبذل جهدي في المستقبل لأرفع كل حيف يقع على أبناء المنطقة ».
وفي نهاية المادة يختم المحرر بأن الغرباء أينما كانوا يتحدون ويتظافرون ويؤلفون فيما بينهم معاهدة دفاع... وتمنت الصحيفة أن تترفع الحكومات عن ذلك وأن يكون هنالك قانون يمثل العدالة وحذرت من العواقب.
هذا حديث مضى عليه ما يقارب قرن !!