من جديد يطل علينا عيد الأضحى المبارك، بعظمته ومنزلته ومكانته وخيره، وها نحن نستقبله بأفراحنا وأتراحنا، بابتهاجنا وأشجاننا، باعتزازنا وتواضعنا ... في بهجة العيد تفيض وتنهمر الكلمات من صميم القلب، يملؤها التقدير والحب الصريح، للتعبير عن أصدق وأطيب التهاني للشعب الأردني القادر على تجاوز محنته، والظروف الاقتصادية الراهنة، بتلاحمه ويقظته وفطنته، وبحكمة القائد وحسن حجته، وبراعة تدبيره، وقواته المسلحة الصامدة المرابطة، واجهزته الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن.
عاد العيد، والعيد لا يُعطى ولا يُمنح, هو فضل وإحسان من الله جلّ شأنه، هو قناديل فرح، وفيض من المحبة يفيض غزارة بالتراحم والمودة والعطف والعطاء للغير، هو الشعور الداخلي بالطمأنينة، حيث يكتنف القلب الود والصفاء والسكينة، وهو الإحساس بالإستقرار والأمن، وتلمس مشاعر الآخرين.
يحار المرء مع حلول العيد بأي العبارات يتوجه لشهداء الواجب، الذين سطروا رواية عشق مفعمة بروح الإنتماء والإخلاص في العطاء، في محطات استثنائية دونوا فيها أسمى آيات المجد والتضحية، كيف لا وهم عطر الوطن، يغادروننا جسدا، ولكن يبقى عبير استشهادهم ينثر العبق على امتداد مساحات الوطن، وتبقى وجوههم الملائكية في ذاكرتنا أينما حللنا.
في بهجة العيد ننحني احتراما وتقديرا لشهداء الوطن الذين أحيونا بمماتهم، وجعلوا من فرحة العيد أُهزوجة عشق أردنية، اختلط فيها الدم بتراب الوطن، لتعزف ألحانها الأجيال القادمة، وتحمل في أنغامها ذاكرة تاريخ حافل بالعطاء ووطن مصان، أغلى من الجميع، لا يدرك أبجديات الإنتماء إليه إلا هذا الشعب الوفي، الذي أحب وألف أرضه وترابه.
يا شهداء الحق ... كل عام وانتم وطن ينعم أبنائه بحضنه الدافيء، ويرعاهم فوق ترابه، يا شهداء الواجب ... كل عام وانتم أمل يتجدد فوق ترابنا وتحت سمائنا، كل عام وأنتم رمزا لوحدتنا الوطنية، يا شهداء الوطن ... لقد أدركتم طريق المجد والخلود، كل عام وانتم قصيدة جميلة في ديوان الحياة وترنيمة عذبة الألحان، كل عام وانتم الحب الذي لا ينتهي والسخاء الذي لا ينضب... يا أبناء الشهداء وذويهم على امتداد جغرافية الوطن العزيز ... كل عام وأنتم بخير.