رغم كل ما يجري في المنطقة من مآسٍ واحداث، فالوطن الأردني يقف طوداً شامخاً في علياه، بخير وعافية وسلامة، صحيح ان ما يحدث حولنا له تأثيرات، اقتصادية، واجتماعية، ونفسية كبيرة على كل واحد منا، الا ان البلاد والعباد برحمة الله وقدرته ورعايته بخير وسلامة، ونقول هنا إن الأردن لا يعاني من أي أزمة سياسية وانما المشكلة لدينا اقتصادية بحتة تتعلق بتراجع مستوى النمو الاقتصادي، وقلة الاستثمارات، والبطالة، والفقر، وبعض الأمراض الاجتماعية المؤثرة على حياة ومشاعر الناس.
نحمد الله على وجود قيادة أردنية هاشمية حكيمة، عقلانية وواقعية تتابع كل كبيرة وصغيرة، وتتمتع باحترام دولي عالي المستوى، واقوال وافعال الأردن تحترم وتقدر فصورة الدولة الخارجية ناصعة، مقدرة تنال احترام الجميع، وفي الصورة الداخلية، حالة من الأمن والاستقرار، وشرعية سياسية عالية، وسيادة قانون، والمواطن شخص محترم مقدر، وابواب المؤسسات مفتوحة: حتى مقر الأردنيين يقوم بتلبية كل الاحتياجات والمطالب ضمن حدود الامكانيات، ويدعم الصورتين وجود قوات مسلحة (الجيش العربي الأردني) الذي هو على جاهزية عالية، واقتدار متميز في الدفاع عن حدود البلاد من أي اعتداء خارجي، وعيونهم ناظرة لكل شيء متحرك يهدد امن واستقرار البلاد، ويسانده مؤسسات أمنية احترافية عالية المستوى تحمي العقيدة الوطنية وتعزز مبادئها تساند كل مؤسسات الدولة بالخبرة والنصيحة وتحمي البلاد على المستويين الداخلي والخارجي، ورجال ونساء الأمن في كل مكان يسهرون على حياتنا، وعيشنا، وارزاقنا وهم عنوان الأمن للحياة اليومية.
ولدينا حكومة جديدة نتفاءل بها خيراً، كون رئيسها اقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً محترفاً وقديراً، وتتلمذ في مدرسة الهاشميين؛ يؤمن بمسيرة الوطن ومصالحه العليا وحديثه اول امس دليل ساطع على ما نذهب اليه «لن نقبل المغامرة بمستقبل الأردن»، «نحن دولة متماسكه ولن نسمح بأي تجاوزات على القانون والمؤسسات». يؤمن بأهمية العمل الميداني واتخاذ القرارات في ضوء ما هو على الأرض، اربع عشرة زيارة ميدانية في اسبوعين وذلك يتطلب المتابعة وتقارير الانجاز والسرعة في اتخاذ القرارات وكل هذا يبعث فينا الأمل والتفاؤل والارتياح.
نسمع يومياً سرديات سوداوية ذات نزوع سلبي على كل شيء، وننسى كل ما هو ايجابي في بلدنا، اتمنى على الجميع ان ينظر بعين الرضا والحب للبلاد والعباد.
حقق الأردن بالمقارنة مع العديد من البلدان المشابهة تقدماً هائلاً في العديد من المجالات فالتحديث السياسي، والاقتصادي والاداري على قدم وساعد ولم تقف الدولة عن التحديث والتطوير على عمر الدولة المديد (١٠٢) سنة من العطاء والعمل.
انها مسيرة دولة ساهم البُناة الاوائل العظماء من ابناء الأردن عبر عشرة عقود وازيد وتنتقل من جيل الى جيل روح الإيمان والفخر، قدم الآباء الأوائل لنا مؤسسات راسخة لديها درجات عالية من المؤسسية والتكيف مع كل المتغيرات والصمود في وجه الأزمات المُتلاحقة، اورثونا وطناً ذا قيمة، صاحب عقيدة سياسية، وثوابت واضحة لا تتزعزع، وعبر هذه السنين تجاوز الأردن كل الصعاب والآلام ومسيرته في تقدم ورقي، نحن في هذا الوطن الدولة العريقة لا يخيفنا جبان او مرتزق او عابر سبيل لاننا مؤمنون بهذا الوطن ومستقبله الواعد من اجل الاجيال القادمة، نؤمن بالوطن بكل مكوناته ونعشق كل ذرة تراب فيه، لدينا الكثير من السلبيات نعمل معاً على معالجتها ونرى الأردن بعين الحب والرضا، وكما يقول ابن العم حبيب الزيودي:
والاردنيون النشامى كلهم ملأوا الزمان واشرقوا واضاءوا
ترعاك عين الله يا هذا الحمى تروي ثراك الديمة السمحاءَ.