منذ أن تسلم الملك سلطاته الدستورية في 7 شباط 1999. شأنه شأن فلسطين والقدس، اذ يقود دبلوماسية اردنية عربية ديدنها عروبة فلسطين وإسلامية القدس الشريف في كل المحطات، والمنابر الدولية والإقليمية. يتحدث بإيمان صادق، وقناعة تامة بالحقوق العربية المشروعة وأهمية استعادتها لأنها تمثل الحق الصادق والتاريخي والقانوني لإنهاء الاحتلال والوصول لدولة فلسطينية مستقلة على التراب الفلسطيني الطهور ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله وحق تقرير المصير حسب الشرعة الدولية.
ولم يوقع الأردن معاهدة السلام الا من أجل انهاء الصراع العربي الاسرائيلي واقامة سلام شامل وعادل يعيد الحقوق المشروعة لأصحابها، وتقام دولة فلسطينية مشروعة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧، وأن تكون وصاية هاشمية أردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية للحفاظ على الحقوق التاريخية والقانونية كوديعة بيد الهاشميين لحمايتها ومنع إحداث أي تغيير في معالمها التاريخية الإسلامية.
هذا هو الملك عبد الله ديدنه ديدن الهاشميين الاوائل بناة الأردن الحديث وقادة ثورة العرب للتحرر والاستقلال وحفظ الدين، ودعاة الوحدة العربية الشاملة القائمة على الثوابت العروبية الأصيلة والحقة ومنهم من ضحى بنفسه من أجل تلك الحقوق فقد سقط شهيداً على أبواب الأقصى الشريف الجد المؤسس للدولة الوطن، والحسين الباني ترك إرثاً من انتصار التعقل على التطرف، والسلام على النزاع والخصام والانسجام على الشقاق، وصورة الدولة المعتدلة العقلانية في سلوكها مع الجميع إرث يميز الأردن ودوره في إطار المجتمع الدولي، وأهم من ذلك، الصورة الناصعة للأبعاد السياسية والإنسانية في العلاقات الدولية، إذ أصبح الأردن نموذجاً في الوحدة، وصورة لا مثيل لها في دعم الشعب الفلسطيني وتزويده لهم بالملجأ والفرص والمساواة وتتصدر القدس البرنامج السياسي الأردني.
فالأردن قدم على الدوام للأشقاء الفلسطينيين الدعم والاسناد على قاعدة من الأخوة، والمصير الواحد دوما كان له ولازال الدور الابرز من أجل حل عادل شامل مشرف يؤدي الى وصول الشعب الفلسطيني الى حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، هذا ما تحدث فيه جلالة الملك في اول كتاب تكليف سامي للحكومة الجديدة في 2 اذار ۱۹۹۹.
لم يتخلى يوماً عن هذا الموقف الثابت والرصين في دعم الاشقاء في فلسطين ودعم حقوقهم المشروعة وموقفه واضح وجلي لا تنازل عن هذه الحقوق وعن ضرورة وقف مأساة الشعب الفلسطيني والوصول الى الحل المشرف، وهذه غزة، وجنوب لبنان فوقف إطلاق النار ووقف جرائم الإبادة والقتل والتدمير هي ثوابت ينادي بها الملك في كل زمان ومكان. اما القدس الشريف فالموقف لم يتزعزع منذ الشريف الحسين بن علي الى يومنا هذا، الذي بدأ الاعمار الأول من عام ١٩٢٢ ١٩٥١ الذي شمل ترميم المسجد الأقصى كاملاً بعد حرب ١٩٤٨ وترميم کنیسة القيامة عام ١٩٤٩ وكيف حمى الأردن والجيش العربي القدس الشريف، وبعدها تتالت الاعمارات الهاشمية الثانية ١٩٥٢ ١٩٦٤ والاعمار الطارئ عام ١٩٦٩ والرابع ٩٤ ٩٩ والخامس عام ۱۹۹۹ ولغاية الآن وتثبيت الوصاية الهاشمية على القدس للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمدينة، ورفض الملك عبدالله مشروع قرار الرئيس الأمريكي ترامب باعتبار القدس عاصمة الدولة العبرية فالموقف الهاشمي رفض القرار لما للحرم القدسي والمدينة من معانٍ غالية في ضمير الملك والأسرة الهاشمية.
ولا يزال الملك على موقفه الناصح الصادق الحقيقي المشرف في دعم الأشقاء واعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى ولا يتقدم عليها موقف، ولا ننسى مواقف أفراد الأسرة الهاشمية، فالملكة رانيا هزت العالم في مواقفها الإنسانية تجاه الحقوق المشروعة في أكثر من خطاب ولقاءات تلفزيونية، حيث تحدثت من القلب عن المأساة الفلسطينية، وضرورة إيجاد الحل العادل الذي يؤدي الى إرجاع الحقوق لأهلها ولا يستقيم بقاء الحال كما هو.
ناهيك عن الدور الذي يلعبه ولي العهد الأمير حسين في كل لقاءاته واحاديثه عن اهمية ايجاد حل عادل وشامل وكذلك مواقف سمو الأمير الحسن بن طلال المفكر الأنسان الذي لم يتوانى يوماً في الدفاع عن فلسطين وشعبها.
هذا هو الملك عبد الله الثاني في مواقع المشرفة تجاه فلسطين وشعبها، وتجاه القدس الشريف ومكانته الإسلامية، مواقف الملك يساندها الشعب الأردني العظيم الذي قدم ما لم يقدمه غيره من الشعوب للأشقاء دون منّة، والساند للملك جيش عربي أردني قدم التضحيات تلو التضحيات من أجل فلسطين والقدس الشريف والجيش العربي المصطفوي يشهد له القاصي والداني بشرف الموقف ونبل العطاء، ولا أنسى دور الاجهزة الامنية المساندة لمواقف الملك التي ترفع لها كل القبعات. هذا هو الأردن، ملكاً وشعباً وجيشا ومؤسسات أمنية يقفون وقفة رجل واحد في الدفاع عن فلسطين ومشروعية قضيتها منذ فجر التاريخ رضي من رضي وغضب من غضب، أنك أنت لها وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.