أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

دروس مستفادة من 'ليلة الرد'


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

دروس مستفادة من 'ليلة الرد'

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي) ـ
عاش الأردنيون، وبمتابعة حية، ساعات من الرد الإيراني، وكان السلوك الأردني في الشارع متوزعا بردود فعله، لكن السمة الأبرز في تفاعل الأردنيين هي "السخرية" من هذه المقذوفات بل وعدم تقدير المخاطر الناتجة عنها.
ولما اتسع مشهد التفاعل هذا في الشارع الأردني، بدأت "فيديوهات" تنتشر عبر الفضاء الرقمي بتدفق من غير وعي فبعض هذه الفيديوهات كانت من خارج الأردن وفي الجوار، وبعضها للأحداث في دول أخرى تختلف.
بعد هذا التفاعل صدرت إرشادات رسمية تحث الناس بالابتعاد عن هذه الأجسام التي سقطت، ودعت التحذيرات إلى عدم الحركة بالمركبات والتزام المنازل، ولكن درجة الاستجابة من قبل الناس كانت شبه منعدمة بما يؤشر إلى "لا مبالاة" أو اعتقاد سائد لدى الأردنيين بأن هذا الرد غير جدي وبأن هذه المقذوفات، ورغم أنها بالفعل أسلحة غير مؤذية، وغير ذات فاعلية.
ويبدو أن الناس في بلدنا يحركهم الوجدان، وتزداد لديهم درجة الثقة في النفس، فاللاوعي الأردني ومنذ عقود يدرك أن الأردن مر بظروف أصعب، وأن منطقتنا شهدت حروبا أكثر ضراوة على مدار عقود مضت، وبقي الأردن آمنا بفضل السياسة الحكيمة لقيادتنا.
ولكن، ما أوردته ليس مبررا لأن يتفاعل الناس بهذه اللامبالاة مع حجم الخطر الحقيقي لهذه المقذوفات، إذ وفي خضم هذه الحروب المتصاعدة، يبدو أننا بحاجة إلى تعزيز المسؤولية المجتمعية تجاه أمننا، وسلامتنا الشخصية، وأن نبدأ بالتفكير في تفعيل دور البلديات خاصة في هذا الصدد.
فالمطلوب من البلديات تحديدا وهي صاحبة الدور المجتمعي والأقرب لفهم جغرافية كل منطقة التفكير بوضع خطط لتحديد أو بناء ملاجئ تفعل في وقت الضرورة، إضافة إلى تبني الجهات الرسمية خطط توعية في التعامل مع أحداث مشابهة.
إذ إننا في الأردن، وبفضل من الله، وبحكمة قيادتنا الهاشمية عشنا عقودا من ألفة الأمن وبقينا خارج دائرة المخاطر المباشرة، ولكننا اليوم نتعامل مع أشكال مختلفة من المخاطر وبينها ما جرى مؤخرا من رد إيراني.
كما أننا وفي خضم تأمل المشهد ندرك أن التعبير الأردني كان وحدويا ومجمعا على أن أمن بلدنا خط أحمر، وأن الأردنيين ملتفون حول قيادتنا الهاشمية، وجيشنا العربي كمؤسسة حامية لثرى بلادنا.
وختاما، حمى الله الأردن عزيزا برسالة حق حقيقة، مؤمنة بحق بمبادئها، بعيدا عن حسابات أصحاب البازارات في الإقليم.
مدار الساعة (الرأي) ـ