بمشاركة حاشدة من نشطاء وأهالي مخيم سوف نظم مركز القدس للدراسات السياسية حواريةً بعنوان: الأحزاب وانتخابات 2024: بين حسابات الحقل والبيدر ، تحدث فيها كل من عضو مجلس النواب الدكتور حمزة الحوامدة والدكتورة رلى الحروب الأمينة العامة لحزب العمال والدكتور زيد عمر الباحث في شؤون المشاركة السياسية.
افتتحت المديرة التنفيذية لمركز القدس للدراسات السياسية الأستاذة هالة سالم أعمال الحوارية حيث أشارت أنها تأتي استمراراً لسلسلة الأنشطة التي ينفذها المركز في مختلف المناطق والدوائر وخصوصاً تلك التي تشهد عزوفاً عن المشاركة والانخراط في الحياة السياسية والحزبية، مؤكدةً أهمية قراءة تجربة الأحزاب السياسية ونتائجها في الانتخابات التي ترتبت على القانون الجديد، والتعلم من قصص النجاح والفشل، وأشارت سالم إلى أهمية تجسير الفجوة بين المواطنين والأحزاب السياسية، ومسؤولية الأحزاب في ادامة التواصل مع المواطنين وأن لا يقتصر هذا العمل على مواسم الانتخابات. إضافة إلى تأكيدها على أهمية بناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني المحلية خاصة في المناطق الأقل اقتراعاً لما له من دورٍ في التوعية بأهمية العمل المدني وتعزيز المشاركة في الحياة العامة خاصة في أوساط الشباب، وأضافت سالم بأن المشاركة الفاعلة في الأحزاب السياسية ومتابعة أداء النواب ستفضي لانتخاب مجالس نواب قوية وممثلة تدعم الأردن وتحصن جبهته الداخلية.
من جانبه قدم د. زيد عمر عرضاً كان مركز القدس للدراسات السياسية قد أعده حول أبرز المعطيات الانتخابية الخاصة بمحافظة جرش حيثارتفعتنسبةالاقتراع بالمحافظة بنسبة4,4% مقارنةبانتخابات 2020 لتصل إلى 55,2%، كما ركز العرض على القوائم الحزبية وما حققته من أصوات في الانتخابات النيابية على مستوى المملكة وعلى مستوى دائرة محافظة جرش،إضافة إلى ذلك فقد تم تسليط الضوء على حجم الأصوات التي سُجلت في جرش على مستوى الدائرة العامة والمحلية حيث بلغ عدد الأصوات على مستوى الدائرة العامة أكثر من 60 ألف صوتاً أما على صعيد الدوائر المحلية فقد بلغ عدد المقترعين أكثر من 67 ألفمقترع صوتوا للقوائم المحلية، ولفت عمر لوجود حوالي ثلاث الآف ورقة اقتراع بين بيضاءٍ وغير صالحة على مستوى محافظة جرش، وعلى صعيد النتائج أشار مركز القدس إلى أن نواب محافظة جرش ينتمون لثلاثة أحزاب هي الميثاق الوطني إرادة وحزب تقدم.
النائب د. حمزة الحوامدة تحدث في مداخلته عن ضرورة استخلاص الدروس من التجربة الحديثة التي خاضتها الأحزاب السياسية والمتمثلة بالقائمة الحزبية العامة، منوهاً إلى وجود فوارق في الخبرة الحزبية بين أحزابٍ تاريخية وايديولوجية وأخرى حديثة النشأة،مؤكداً على أهمية تعزيز الثقافة السياسية والعمل الحزبي القائم على البرامجية والاختيار وفقاً لمعايير سياسية، وفي سياق الحديث عن السلوك التصويتي للناخبين أشار الحوامدة إلى أن غالبية الناخبين صوتوا لصالح الأحزاب المعارضة للسياسات الحكومية وابتعدوا عن الأحزاب القريبة من الإتجاه الرسمي، بالتالي فإن حالة عدم الرضا انعكست على نتائج صناديق الاقتراع، إضافة إلى ذلك فإن ملف نقابة المعلمين لعب دوراً رئيسياً في توجهات الناخبين وفق ما أشار الحوامدة.
وحول تجربة حزب الميثاق الوطني الانتخابية أشار الحوامدة إلى أن حزب الميثاق حقق عدداً من المقاعد على مستوى الدوائر المحلية من شأنه تعزيز حضور الحزب داخل مجلس النواب، مؤكداً في الوقت نفسه على وجود العديد من نقاط الضعف التي شهدتها تجربة الانتخابات النيابية والتي يجب مراجعتها لتجاوزها في الانتخابات القادمة.
د. رلى الحروب تطرقت في مداخلتها إلى أثر البيئة الإقليمية والحرب على غزة في نتائج الانتخابات النيابية، منوهةً إلى أن العوامل الأخرى التي أثرت في السلوك التصويتي للناخبين تتمثل أيضاً بحداثة التجربة بالنسبة للناخبين وعدم اطلاعهم على برامج الأحزاب السياسية وعدم قدرة الأخيرة على الوصول لمختلف المناطق وبخاصة تلك التي تشهد كثافة سكانية في محافظات اربد، العاصمة والزرقاء، حيث كان تركيز الأحزاب منصباً على مناطق الأطراف، كذلك أشارت الحروب إلى أن من نقاط الضعف التي واجهت الأحزاب السياسية أثناء الانتخابات هو عدم وجود الخبرة المؤسسية والإدارية الكافية في العمل الحزبي وإدارة الحملات الانتخابية، وعدم وجود التمويل الكافي لدى الكثير من الأحزاب السياسية، وأشارت إلى أن خطة حزبها للمرحلة القادمة ستركز على بناء قدرات الأعضاء والكوادر داخل الحزب واستقطاب قادة المجتمعات المحلية لعضوية الحزب والعمل على توفير مصادر تمويل الحزب للمرحلة القادمة.
من جانبها تمحورت مداخلات المشاركين وتساؤلاتهم حول عدم وصول الأحزاب السياسية لجمهور الناخبين والفوارق في الخبرة والتجربة الحزبية بين الأحزاب السياسية والتي كانت سبباً في النتائج التي حققتها الأحزاب، إضافة إلى ملاحظاتهم حول النظام الانتخابي والدعوة لأن تكون القوائم الحزبية مفتوحة وليست مغلقة، كما تطرق المشاركون إلى أهمية تسليط الضوء على الجوانب الخاصة بتنظيم العملية الانتخابية خصوصاً توزيع الناخبين على مراكز الاقتراع بحيث تكون أكثر قرباً من مواقع سكنهم في ظل توسيع الدوائر الانتخابية.
وأكد الحضور على أهمية العمل الجماعي داخل القوائم وتغليب الولاء السياسي والحزبي على الولاءات الفرعية العشائرية والعائلية، إضافة إلى ذلك تطرقت المداخلات إلى القصور من قبل الأحزاب والمؤسسات الرسمية في تعريف الناخبين بآلية الاقتراع خاصة للقائمة الحزبية، بسبب عدم فهم القانون صوت عدد لا يستهان به من الناخبين للقائمة الحزبية بشكل عشوائي. ودعا المشاركون الأحزاب السياسية لبذل الجهود بالحوار واللقاء مع المواطنين وتعزيز أدواتهم للوصول إليهم.
وكان رئيس لجنة خدمات مخيم سوف الأستاذ عبدالمحسن بنات قد رحب بالمشاركين في بداية الحوارية مؤكداً على أهمية العمل المستمر في مسار التحديث السياسي والشراكة واللقاءات المستمرة بين النواب وجمهور المواطنين لإدامة الحوار وتعزيز المشاركة الفاعلة، إضافة لتأكيده على أهمية وجود مجالس نيابية قوية تدعم الموقف الأردني الرسمي في ظل ما يواجهه الأردن من تحدياتٍ داخلية وخارجية وبخاصة ما يتعلق بتداعيات الإقليم.