بقلم العقيد المتقاعد الدكتور ظفار المعايطة
اصدر رئيس لجنة الامن بشان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة و ما يرتبط بهما من افراد و مؤسسات وكيانات تقريره الثاني والعشرون الذي اشار فيه الا ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عاد واستجمع قواه في خلال عام 2018 بعد الهزائم التي مني بها خلال عام 2017. ما زال يمتلك قدرات بشرية تعد كبيرة سواء من المقاتلين المحليين او المقاتلين الاجانب على حد السواء.
التقرير اشتمل على العديد من الجوانب المهمه التي تتعلق بواقع تنظيم داعش من حيث القدرات البشرية الهيكال التنظيمية، القدرات المالية، القدرات العملياتية والقدرة الدعائية كما تطرق الى الاجراءات المضادة في الحرب على تنظمي داعش و القاعدة والتي شملت حظر السفر و تجميد الاصول و حظر توريد الاسلحة و قائمة الجزاءات المفروضة عليهما.
التقرير جاء شاملا ليغطي امكان تواجد التنظيم عالميا والاتجاهات الاقليمية في الشام وشبه الجزيرة العربية وافريقيا ووسط وجنوب اسيا وجنوب شرق اسيا واروبا وافريقيا الا اننا سنغطي في هذا المقال منطقة الشرق الاوسط لتتم الاشارة في مقالات اخرى لقدرات التنظيم وانتشاره عالميا.
اشار التقرير الى ان التنظيم في بداية عام 2018 م عاد واخذ زمام المبادرة في مناطق شرق سوريا وذلك لانحسار دور قوات سوريا الديمقراطية والتي تعتبر نواتها فرقة وحدات حماية السعب الكردية على الرغم من ان تنظيم داعش خسر الكثير من قادته الميدانيين و ابرزهم عمر الشيشاني وابوانس الفراتي، ومازال يسيطر على اراض تقع شرق محافظة دير الزور تشمل بعض المدن الصغيرة والقرى وكذلك يسيطر على الجانب الشرقي من وسط وداي نهر الفرات و اراض استراتيجية سورية على الحدود مع العراق كما ان للتنظيم تواجد واضح في مناطق حلب، ومخيم الركبان على الحدود الاردنية و درعا من خلال جيش خالد ابن الوليد ومدينة القنيطرة.
على الرغم مما يعانيه تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) من خسائر بسبب تبدل موازين القوى على الارض لصالح الحكومية العراقية والحكومة السورية وحتى فصائل المعارضة المناؤه لداعش الا انه سيبقى التهديد الحقيقي للدولة الاردنية سواء على المدى القريب او المدى المتوسط وذلك لعدة عوامل:
اولا:
طول الحدود الاردنية العراقية والاردنية السورية حيث ينشط التنظيم في منطقة الرطبة العراقية ودرعا السورية و مثلث الحدود الاردني العراقي السوري حيث مخيم الركبان مما قد يمكن التنظيم من التسلل عبر الحدود واستهداف القوات الاردنية كما حصل في شهر يوليو 2016 عندما استهدف تنظيم داعش نقطة تواجد القوات الاردنية من خلال سيارة مفخخة ادت الى استشهاد 6 افراد من القوة. او استهداف الداخل الاردني عبر ارسال عناصر انتحارية مزودة بمتفجرات حيث تشير العديد من التقارير ان العشرات من منتسبي التنظيم يحاولوا مغادرة العراق وسوريا الى اي منطقة اخرى.
ثانيا:
عدوة المقاتلين الاردنيين مع عوائلهم والتي اما بطريقة مباشرة ومن خلال التسلل مع اللاجئين عبر نقاط عبور اللاجئين المعترف بها و التي تشكل تهديدا على المنظورين القريب والمتوسط وهذه سياسة لجأ اليها تنظيم الدولة في عدد من الدول الاوروبية.
ثالثا:
التهديد المباشر من الاردنيين المنتمين لتنظيم داعش و مقيميين على الارض الاردنية بشكل خلايا تنظيمية سواء مرتبطة مباشرة بالتنظيم او متعاطفة معه كما في خلية اربد الكرك والسلط او بشكل ذئاب منفردة.