ويهدف المشروع الذي يأتي ضمن الاتفاقية الموقعة بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بوزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وبريسايت، الشركة الرائدة في مجال تحليل البيانات الضخمة بالذكاء الاصطناعي والتي تتخذ من أبوظبي موقعاً لها إلى تنفيذ مجموعة من مشاريع التحول الرقمي في وزارة الصحة في المملكة.
وستتضمن المشاريع دراسة العمليات والإجراءات وتحديد الفجوات والتي سينتج عنها استراتيجية وخطة تنفيذية خاصة بوزارة الصحة بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي في وزارة الصحة.
وستتولى "بريسايت" مسؤولية نقل وتعميم حلول أبوظبي لخدمات البيانات الصحية، جزء من مجموعة M42، والتي لعبت دوراً في الارتقاء بقدرات منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي، ضماناً لتسريع وتيرة اعتماد التقنيات المبتكرة واستراتيجيات البيانات لتحسين مخرجات منظومة الرعاية الصحية في الأردن. وعبر استخدام قدرات تحليل البيانات الضخمة الخاصة بها، ستقوم "بريسايت" بتطبيق طيف من حلولها المتطورة واستخلاص الرؤى القيمة من البيانات التي تم جمعها وتحليلها.
وفي محور حديثه حول المشروع، أكد الهناندة ان الشركة المنفذة للمشروع والذي سيستمر لمدة ستة شهور ، ستعمل على اقتراح مجموعة من المشاريع التي يمكن تنفيذها والتي من شأنها الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتخفيض التكاليف العلاجية.
كما أشار الهناندة إلى أن الاتفاقية تشمل مجموعة من المشاريع المهمة، بما في ذلك تطوير استراتيجية لإنشاء منصة لتبادل البيانات الصحية ودراسة لنموذج العمل الأمثل لتشغيلها، كما تشمل مشاريع لتوفير عدد من الخدمات الصحية عن بُعد عبر مستشفى افتراضي، بالإضافة إلى إنشاء نظام لفوترة المرضى في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية. وأكد اله الهناندة على أهمية هذه المشاريع في تحقيق نقلة نوعية في القطاع الصحي وتعزيز قدرته على مواكبة التطورات العالمية، من خلال توفير رعاية صحية متقدمة ومستدامة ذات جودة وكفاءة عالية، مما يسهل على المرضى الوصول إلى الرعاية الصحية في أي وقت ومن أي مكان، بالإضافة إلى رفع مدى رضاهم عن الخدمات المقدمة، مع الحفاظ على خصوصية بيانات المرضى.
من جانبه، أكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري على أن التحول الرقمي في القطاع الصحي ليس مجرد خيار بل أصبح ضرورة ملحة لتحقيق الأهداف الوطنية في تقديم رعاية صحية شاملة. وقال: "نعمل على تنفيذ مشاريع رئيسية في إطار التحول الرقمي، منها تقييم النضج الرقمي وبناء خارطة الطريق، وتبني استراتيجية لتبادل المعلومات الصحية والتي تهدف إلى تعزيز المشاركة الإلكترونية بين مقدمي الرعاية الصحية". وأضاف: "أن المشروع يشمل أيضًا إنشاء مستشفى افتراضي في مدينة السلطـ .
وستعتمد المستشفى التي ستعمل على تقديم الرعاية الصحية عن بعد على تكنولوجيا متقدمة ومتكاملة مع نظام الحوسبة الصحية، وستضم وحدات متعددة لتحسين إدارة الموارد وتقديم الطبابة عن بعد".
وفي هذا السياق، قال د. عادل الشرجي الرئيس التنفيذي للعمليات في بريسايت: "إن التقنيات التي يقودها الذكاء الاصطناعي تحدث ثورة في قطاع الرعاية الصحية وتحوّلًا في كيفية تعاملنا مع الصحة والعافية. ويعكس عملنا على هذا المشروع قدراتنا والتزامنا بتحليل البيانات الضخمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي بمسؤولية لإحداث تأثير وقيمة إيجابية للمجتمع. ويتمثل هدفنا في تمهيد الطريق لمستقبل أكثر صحة في الأردن وغيرها من الدول من خلال الجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية".
وبدوره، قال كريم شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية، جزء من مجموعة M42: "تعد أبوظبي تجسيداً لكيفية مساهمة البيانات والتكنولوجيا المتقدمة في إحداث ثورة ونقلة نوعية في الطريقة التي ندير بها الرعاية الصحية ونقدمها. وتمثل اتفاقية التعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في الأردن خطوة محورية في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية في الأردن.
ونحن متحمسون لتوظيف خبرتنا وإمكاناتنا من خلال عملنا مع دائرة الصحة-أبوظبي للمساهمة في مسيرة التحول الرقمي التي تشهدها المملكة والتي من شأنها أن تجعل الرعاية الصحية أكثر سهولة وكفاءة واستجابة لاحتياجات جميع المواطنين".
