الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان
لقد سجلت الاجهزة الامنية وبكل مهنية وكفاءة عالية كعادتها دوما انجازا متميزا نفتخر به ونعتز في مداهمة والقبض على منفذي العمل الارهابي في الفحيص والسلط برغم الالم والجرح الذي ادمانا الاردنيين جميعا وذلك بارتقاء شهداء ابرار غاليين علينا جميعا الى الرفيق الاعلى نترحم عليها الى جنات الخلد شهدائنا الابرار الاخيار, لكن هذا الانجاز والتميز والكفاءة في المؤسسة الامنية يدعونا الى التوقف مجددا والتساؤل بكل صراحة ووضوح هل الاجهزة الامنية وحدها المعنية بالقضاء على الارهاب واجتثاث منابعة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسة العبث بأمن واستقرار الوطن.
الم يان للجهات الرسمية الاخرى ان تقوم بدورها الوطني المناط بها في محاربة ومعالجة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا الطيب بعيدا عن التنظير والخطط المطبوعة على الورق دون فائدة لذلك لابد من تكاتف الجميع لوضع الاصبع على الجرح واعادة التذكير بما هو من شانه ان يوفر البيئة المناسبة المشجعة للأفكار المتطرفة التي يزودها الارهاب ولعل اهم هذه العوامل العامل الاقتصادي وسياسات التعامل معه من فقر وبطالة بين الفئات الشبابية وارتفاع الاسعار والضرائب, نسبة كبيرة من الشباب ممن يتم تجنيدهم وادخالهم في هذه الافكار المتطرفة ويتم استغلالهم من اصحاب الفكر التكفيري من العاطلين عن العمل وذوي الدخل المحدود والذين وصلوا بفعل هذه الظروف القاسية الى مرحلة الكراهية والسلبية والنقمة على المجتمع ويمدونهم بالمال والافكار المسمومة يتزامن ذلك مع تقصير من الجهات الرسمية في توفير فرص عمل وعمل خطط لتوفير فرص للعاطلين عن العمل.
الجانب التعليمي التربوي لا يقل اهمية عن الجانب الاقتصادي والذي يتمثل في خلل في المناهج الدراسية التي تفتقر الى قيم الاسلام السمحة والاساليب التربوية الحديثة الجاذبة والتي تهدف الى غرس قيم الدين الحقيقي وقيم الاخلاق الحميدة وتشجيع الطلبة على الاستفادة من الوقت لتنمية مواهبهم واستغلال وقت الفراغ لهم ليكونوا عونا للوطن لا علية.
الجامعات لها دور كبير في مواجهة الفكر التكفيري للتنظيمات الارهابية المتطرفة والتي اتخذت من الدين الاسلامي دين المحبة والسلام مظلة وشعارا لها بهدف نشر المعتقدات والافكار التكفيرية بين الشباب, ولم تعد الجامعات مكانا لمنح الشهادات العلمية في ظل ما يجتاح العالم من موجات التطرف والارهاب بل اصبح الجميع يطالبها ان تكون مكان لبناء الانسان المنتمي الواعي والمؤمن بقضايا وطنة وامته المتسلح بالعلم والثقافة والمعرفة لكي يستطيع ان يصد بها كل ما من شانه النيل من مقدرات الوطن والمكتسبات التي حققها خلال العقود الماضية
تحصين الطلبة من الفكر التكفيري والارهاب والتطرف يتمثل في ما يلي:
الدور الوقائي: والذي يتمثل في محاربة هذه الافكار التكفيرية والسموم الدخيلة على مجتمعنا والذي لا يمس الدين الاسلامي باي صلة وايضاح الصورة المشرقة للإسلام دين التسامح والمحبة ويتم ذلك من خلال عقد ورش وندوات بالتعاون مع مديرية الامن العام لتعريف الشباب الجامعي في مواجهة الافكار التكفيرية للتنظيمات الارهابية
توعية الطلبة باستعراض الخطابات الملكية التي تنبذ ظاهرة الارهاب والتطرف والتركيز على التعريف في رسالة عمان وكذلك خطاب سمو الامير الحسين ولي العهد في هيئة الامم المتحدة التي تحدث فيها للشباب عن الارهاب
تفعيل دور المرأة التي تعتبر عنصرا مهما في محاربة ومعالجة الفكر التكفيري بالضافة الى دور الرقابة الاسرية واستغلال الوازع الديني والروحي للشباب من مفهوم الدين الاسلامي الصحيح.
الدور العلاجي : ويتمثل ذلك من خلال معالجة الشباب الذين انظموا الى هذه الجماعات عن طريق احتضانهم وتحسين وضعهم المعيشي والفكري وتوضيح الفكر التكفيري لهم وبيان مفهوم الدين الاسلامي والتدين الصحيح لهم من خلال دور علماء الدين الذين يدركون الوسطية والاعتدال.
يا شباب الوطن يا فرسان التغير كما تفضل جلالة القائد المفدى بتسميتكم انتم زينة الحاضر وبناة المستقبل ، بالإيمان والانتماء نستطيع إن نكافح الإرهاب ( فالأردن أقوى من الإرهاب ) فالشباب المتسلح بالإيمان بالله والوطن والمليك يستطيع إن يفشل أية مخططات إرهابية وان لكم الدور الحقيقي في دحر وفضح ثقافة الإرهاب وإشاعة ثقافة علمية عقلانية مستمدة من عقيدتنا الإسلامية السمحة ومن حضارتنا العربية التي احتضنت التعددية الفكرية. رحم الله شهدائنا الأبرار الى جنات الخلد في الفردوس الاعلى والدعاء الى الله بالشفاء العاجل والسلامة لجميع المصابين.
وسيبقى الأردن بقيادتكم الهاشمية الحكيمة واحة آمن واستقرار وبالمستوى المتميز الرائع لقواتنا المسلحة والمخابرات العامة والأجهزة الأمنية وقدرتها على التصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الأردن واستقراره.