من بين عدة أوراق تاريخية، نستحضر مقابلة للملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، في تشرين الأول 1948م، مع مجلة آخر ساعة.
هذه المقابلة كانت ضمن مناخات الحرب العربية الفلسطينية، والتي خاض فيها الجيش الأردني بطولات صانت الأقصى والضفة الغربية.
ويقول الملك المؤسس فيها: أسعد اللحظات هي التي أقضيها بين جنودي وضباطي، وأن الجندي الأردني رجل شجاع، أنه مستعد لأن يموت، ويضحي.
ويضيف بالقول "كم أحبهم، أنهم كأبنائي، ويخاطب الصحفي الذي أجرى معه المقابلة بالقول: أنظر إلى بزاتهم العسكرية، إلى قبعاتهم، إلى لون بشرتهم، إنهم فخر شرق الأردن.
في هذه المقابلة أكد الملك المؤسس على صلاته العربية وبخاصة مع مصر، وصاغ رؤية تؤكد على أهمية التضامن العربي، وأشار في تلك الفترة إلى أهمية التضامن مع دول بعينها بينها مثل تركيا التي كانت بقيادة اتاتورك والعلاقة الوثيقة التي ربطته مع سعد زغلول، وصداقته العميقة مع مصطفى النحاس في مصر.
هذه المقابلة عنوانها كان ٢٤ ساعة مع الملك المؤسس عبدالله الأول، وهي في توقيت خاض فيه جيشنا الأردني معارك ما يزال أثرها حاضرا، وتروي هذه البطولات وثائق أخرى بينها وثيقة تعود لحرب عام 1948م، هي وثيقة استسلام «الهاجناه» للجيش العربي، وتروي جانباً من بطولاته في الدفاع عن فلسطين، والقدس.
وتقول الوثيقة في مطلعها: «بناء على الطلب المقدم من يهود القدس القديمة للاستسلام قدم الفريق الأول (أي الجيش العربي) الشروط، فقبلها الفريق الثاني (أي الهاجناه في القدس القديمة)».
وفرض الجيش العربي خمسة شروطٍ على عصابة الهاجناه في القدس، وهي: إلقاء السلاح وتسليمه من قبل العصابة، أخذ جميع المحاربين من الرجال أسرى حرب.
بالإضافة إلى «السماح للشيوخ من الرجال، والنساء والأطفال ومن جراحهم خطيرة بالخروج إلى الأحياء اليهودية في القدس الجديدة بواسطة الصليب الأحمر»، وتعهد الجيش العربي بحماية أرواح جميع اليهود المستسلمين.
عبر أدوار تاريخ وطننا كان الجيش الأردني، وما زال هو الدرع ومدرسة القيم الحقة للأردن بالوفاء للقيادة الهاشمية، وصون تراب وطننا.
وما تزال هذه المؤسسة هي التعبير عن وجدان الأردنيين منذ التأسيس، ومصدر الطمأنينة مهما تغيرت الظروف من حولنا وتبدلت.