أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

زيد الرفاعي.. فقيد الوطن والدولة


أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق

زيد الرفاعي.. فقيد الوطن والدولة

أ. د. أمين المشاقبة
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
سبعون عاماً امضاها في العطاء والوفاء والاخلاص للعرش الهاشمي والدولة الأردنية، اينما تواجد همَّه الأردن ومصالحه العُليا، تربى في الديوان الملكي شاباً يافعاً وانطلاقته من هناك يتدرج في المواقع القيادية الى ان شكل اول حكومة وشغل فيها وزيراً للدفاع والخارجية بالاضافة الى رئاسة الوزراء، وعمل في مرحلة صعبة سياسياً واقتصادياً على تحسين الأوضاع العامة في البلاد بعد أزمة ١٩٧٠ وآثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إننا أمام فقيد وطن ودولة لما له من بصمات في كافة المجالات رجل دولة من الطراز الرفيع والمتميز، سياسي مُحترف ودبلوماسي قديم ابن مدرسة الهاشميين ترافق مع الحسين من الطفولة منذ المرحلة الابتدائية وما بعدها وعاد للعمل مع الحسين منذ بداية الستينيات من القرن المنصرم، ولقي ربه مؤمناً بالأردن وقيادته وشعبه مخلصاً للعرش الهاشمي ولم يُغيّر أو يتغيّر سلوكه السياسي ودربه الحياتي انطلق من هناك ودفن هناك.
رجل مليء بالحكمة والمعرفة السياسية، له القدرة على تجاوز كل الأحداث، وتجاوز كل الأخطاء التي ارتكبت بحقه تحمل ما لم يتحمله الآخرون بصمت ووفاء ولم يُغيّر نهجه مُتحمِلاً أذى الآخرين بالصبر والصمت والتجاوز، قليل الحديث إذا سُئِل يُجاوب في حدود السؤال وإجاباته مليئة بالحِكمة والعِبر لمن يريد أن يتفهم، ناصح أمين لكل من يعرفه بعمق وله قول مأثور «أنه لا يصح إلاّ الصحيح» يردده في نهاية كل حديث معه، عرفته عن قرب منذ العام 1988 يحترم الجميع، ويقدر بعض الآراء ويصحح بأدب جمّ ورقة ولطف أي جملة فيها خطأ ولا تصب في الصحيح أو في مصلحة الوطن، وعلى مدى هذه المدة لم أسمع منه كلمة جارحة أو خارجة عن المألوف أو الآداب العامة، فقد كان شخصية مرموقة يتسم بالأدب واللطف والدبلوماسية الفائقة، اجتماعياً بشكل ملفت للنظر يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم بكل سرور وفي مختلف أرجاء الوطن من الشمال إلى الجنوب، ولا يترك مناسبة وخصوصاً الأتراح إلا وتجده يُواسي الآخرين بكل لطف وارتياح انطلاقاً من محبته للآخرين، وتأدية الواجب الانساني وارتباطه الأخوي مع الجميع.
فقيد الوطن والدولة زيد الرفاعي آمن بالوطن وهمومه، وضرورة حمايته واستقراره واستمراره تحت رايه الهاشميين عمل بجد واخلاص طيلة ايام حياته في المنصب وخارجه من اجل رفعة الوطن والمواطن ولم يتوانَ يوماً أو يتراجع عن مبادئه الاساسية بأن الأردن الرقم الصعب والأول ولا بد للمسيرة من التقدم والازدهار منذ البدايات كان الوالد سمير الرفاعي الاول مُخلصاً للأمير المؤسس وللملك الباني وتابع الابن زيد هذه المسيرة مع الحسين العظيم غفر لهما، والملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين وها هو سمير الابن يكمل مشوار الوفاء والاخلاص للأردن الوطن والدولة، حقيقة انه في هذا السياق تعجز الكلمات عن اعطاء «زيد» حقه في الرثاء وذكر المحاسن والخصائل الفريدة، تقف الكلمات عاجزة عن وصف ماهية شخصيته وخصائله وعطائه الموصول، رحم الله زيد الرفاعي واسكنه فسيح جناته أنه فقيد الوطن والدولة معاً. ومهما قلنا فإننا لن نفيه حقه، حق عطائه واخلاصه ووفائه لانه رمز وطني سيبقى معنا إلى الأبد.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ