أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوصاية الهاشمية حق متأصل


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

الوصاية الهاشمية حق متأصل

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
في ظل هذه الظروف غير المسبوقة التي نعيشها منذ السابع من أكتوبر، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تزداد حكومة نتنياهو المتطرفة صلفاً، ففي الوقت الذي نرى فيه عمق المأساة التي خلفتها، ورفضها لأيّ حلٍ مقبولٍ أو مقاربة في غزة، تأتي استفزازات وزرائها المتطرفين، وعلى رأسهم الوزير المسمى بن غفير، الذي يعبر عن ظاهرةٍ متطرفة مرفوضة بأسلوبها وتفكيرها، وممارساتها المخالفة للإنسانية حتى، وآخرها زيارته الاستفزازية إلى حرم المسجد الأقصى.
الإشكالية اليوم، أننا نتعامل مع حكومة شكلها نتنياهو من رؤوس يمينية، وضعت بداية إسرائيل نفسها في ورطة في عدم امتلاكها أي مقاربة، وخلافاتها الداخلية التي تعبر عن تناقضاتها، وأيضاً ما يجمعها هو نزعة التطرف، وخيلاء القوة وغرورها.
وما يزيد الأمر سوءاً، وهو سوء بقدر سوء هذه الحكومة، هو أنها تواصل استفزازاتها رغم المأساة التي تركتها في قطاع غزة، فيتعمد وزير منفلت فيها مثل بن غفير إلى الذهاب باستفزازه إلى أقصى مدى.
هؤلاء وأشكالهم، واستفزازتهم هذه تأتي لإدراكهم أنهم كلما ازدادوا صلفاً ازدادوا ضعفاً، فاقتحامات الأقصى وبالأخص في هذا التوقيت من قبل هذه الحكومة تأتي لظنها أنها بمثل هذه السلوكيات المقيتة ستحرف الأنظار عما يجري في قطاع غزة، ولإدراكها أنها مهما تمادت فإن الحل يقترب، والحق يقترب بإقامة الدولة الفلسطينية، ورفع المأساة عن القطاع.
إذ إن الوصاية الهاشمية على الأقصى هي إحدى الشواهد الموثقة بالقانون ولا يمكن تجاهلها، وبذلك لا يمكن تجاوز حقوق المسلمين بالمسجد الأقصى، وحين توضع الأمور على الطاولة وهذا أمر قادم لا محالة، فهناك حقوق متأصلة.
والدلالات على ذلك، ورغم كل المأساة التي نشعر بها تجاه إخواننا في الضفة والقطاع، هي الاعتراف الكبير بالحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها حق الدولة وتقرير المصير.
فاقتحامات بن غفير هذه ما هي إلّا تعبير عن ضعفٍ ووهن، وحتى إن ظنوا أنه تعبير عن قوةٍ، فالقوة هي بقوة الحق، لا حق القوة.. وهو مبدأ بات العالم يدركه.
لذا، فإن مثل هذه الاقتحامات لا تزيد إلا من قوة الحقوق، ثم فلنتأمل مشهد العالم اليوم وهو يدين كل خطوةٍ إسرائيلية.. وقد يكون الصمت الدولي قد طال، ولكن هذا الأمر لا يعني بأن الأمر انتهى.. كما يظن نتنياهو وحاشيته.
لقد مثل المسجد الأقصى والوصاية الهاشمية عليه على مدار عقود إحدى الشواهد المؤكدة للحق العروبي والإسلامي، كما أنها وصاية تمتد إلى المقدسات المسيحية في تعبير يؤكد على أحقية الأصلاء المقدسيين.
وفي المحصلة نحن اليوم في مواجهة عقلية متطرفة تظن أنها بدفعها المنطقة إلى أقصى درجات التوتر ستكون مستفيدة، رغم أنها أصبحت الآن الأضعف بل وأصبحت مكشوفة كقوة لا تملك مشروعية وشرعية، وتفقد جميع ما كانت تظن أنها تمتلكه من أوراق.
هذه التجاوزات وغيرها من قبل هذه الحكومة المتطرفة تكتب أسوأ فصولها.. وتقود إلى نهايتها.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ