تتوالى المجازر في قطاع غزة، وآخرها في مسجد التابعين التي راح ضحيتها ما يزيد عن مائة من المدنيين الأبرياء ومئات الجرحى، كل أشكال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني تأتي تحت عنوان واحد هو تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حق الشعب الفلسطني بإقامة دولته المستقلة، فمنذ أن تسلَّم نتنياهو الحُكم عام 1996سعى إلى تفريغ أوسلو من مضمونها واستمر بذلك بقضم الأرض قطعة تلو القطعة وتوسيع مساحة المستوطنات في أراضي الضفة الغربية ويستند في فكرة إلى زئيف جابوتنسكي صاحب فكرة الجدار الحديدي "الاستيطان الصهيوني لا يمكن أن يستمر ويتطور إلاّ تحت حماية قوة مُستقلة عن السكان الأصليين أو خلف جدار حديدي لا يمكن للسكان الأصليين اختراقه" والحل الوحيد أن يقوم اليهود في بناء دولة قوية وهو ما يدفع العرب للتخلي عن قادتهم المتطرفين وتمرير القيادة للجماعات المُعتدلة. وهو مُلهم حزب الليكود اليوم الذي يتزعمه نتنياهو، وما نراه اليوم هو تطبيق حرفي لأفكار جابوتنسكي على الأرض من قبل الليكود كحزب يميني مُتطرف وتحالفه مع الأحزاب التابعة للصهيونية الدينية.
والممارسات اليوم في القطاع هو دفع السكان الأصليين للهجرة إلى أي مكان، والقضاء على أي شكل من أشكال المقاومة، وارضاخ ما يتبقى منهم تحت السيطرة والهيمنة الصهيونية، فالأحداث التي تمت في فلسطين تمت على مراحل انجاز مرحلة والانتقال إلى مرحلة أخرى مُخطط مرسوم لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية في السيطرة الكاملة على فلسطين ولا مجال لإقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى في الأراضي التي احتلت عام ١٩٦٧، وما على الفلسطينيين المُتواجدين على أرض فلسطين التاريخية إلاّ الرضوخ، أو القتل، أو أن يهاجروا إلى أي مكان آخر، فلا أخلاق أو أبعاد إنسائية تحترم كرامة الإنسان في هذه المخططات وهناك دعم أميركي واضح، عسكرياً ودبلوماسياً ومالياً ناهيك عن بريطانيا وبقية الدول الغربية التي تحمي أمن وبقاء واستمرار هذه الدولة التي قامت على مبدأ القوة واستخداماتها وهي تمثل الحضارة الغربية التي تدّعي الدفاع عنها، إننا أمام دولة استيطانية احلالية لا حدود لها وتتوسع مرحلة بعد مرحلة لتحقيق الهدف النهائي إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وما بينهما وخصوصاً إذا ما يقي الوضع العربي الراهن كما هو، سيتم القضاء على كل محور المقاومة في قادم الأيام لتمرير هذا المخطط.