في هذه الظروف غير المسبوقة من التوتر في المنطقة، وفي لحظة فقدان العقل لدى بعض القوى المنخرطة في الصراع الذي أساسه العدوان على غزة، وتطرف حكومة نتنياهو، وجرائمها في قطاع غزة، يصل التوتر إلى أشده.
الأردن وسط هذه الظروف، وبعد جريمة اغتيال القيادي إسماعيل هنية، يترقب التطورات ويتحرك دبلوماسياً، ويحاول الوصول إلى مقاربة أساسها وقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الظلم عن أهلنا هناك.
وأيضاً، يحافظ هذا البلد المؤمن برسالته على سيادته، وعلى أرضه وسمائه من أيّ محاولة لاختراق أراضيه، فالأردن دولة لها أرضها وسيادتها على سمائها، وأمن الأردنيين أولوية.
فنحن في بلدٍ قويٍ قادر على حماية أمنه واستقراره، والرسالة التي يجب أن يعلمها الجميع سواء شرقاً أو غرباً، أن الأردن ليس ساحةً، ولم يكن بيومٍ من الأيام دولة منقوصة السيادة، بل إن الأردنيين لطالما صانوا بلادهم، وهم مؤمنون أن جيشنا العربي رسالة ومبدأ يصون الحمى، بل والجميع جيش إن مسّ الأردن لا قدر الله أيّ ضرر.
يحاول البعض في الإقليم جرّ الأردن إلى معادلةٍ مفهومة في مراميها وغاياتها في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ منطقتنا، ونحن نعلم قبل أن يخرج علينا البعض، من المزاودين، أو من أشقياء السياسة وتجارها في الإقليم.. ما هي نوايا اليمين الإسرائيلي، الحالي ومن سبقه، ونملك وطناً قوياً استطعنا سابقاً حمايته، ونستطيع وحتى آخر أردني.
كما أننا ندرك نوايا قوى أخرى، معلومة لدى القارئ تجاه الأردن، حتى أن البعض يظن أن قلب المعادلات، أو المتاجرة بهموم الفلسطينيين، بعيداً عن صوت الإنسانية والحكمة والعقل، من الممكن أن يضعف الأردن ويجعله رهين قوى وخطابات واضحة الشعارات مستترة النوايا.
إن الأردن بموقفه، وتاريخه، وحاضره، ومستقبله.. وجد ليبقى، وعلى البعض الا يختبره مرة أخرى، فنحن بذلنا وقدمنا، ونواصل أداء رسالتنا مؤمنين بقيادة بلدنا، ومساعيها العروبية والتاريخية لأجل فلسطين وقضيتها.
في هذه اللحظة من تاريخ المنطقة، عين الأردن مفتوحة في كل تجاه، وغاياتها كما كانت وستبقى صون هذه الأرض وإنسانها، ومواصلة البذل بصدقٍ لأجل فلسطين وحقوقها.
أما بالنسبة لحسابات ما يجري في المنطقة، والردود والرسائل المتبادلة، فالثابث فيها أن الأردن القوي هو رصيد لفلسطين ولكل حق عروبي، وأن هذا البلد قويٌ بجيشه ووفاء شعبه، وقيادته الهاشمية.
ونحن كأردنيين قادرون على حماية الأردن.. بل والرد على أيّ محاولةٍ للمساس بتراب وسماء بلدنا... ونصون هذا البلد بالدم، لأننا مؤمنون برسالته، وبما يبذله.. رغم ما يثرثر به إما حاقدون، أو منفعلون.. فالأردن عظيم بقيادته وشعبه.. وسيبقى بهمة الأوفياء كذلك، بإذن الله.