أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

منعطفات وتحديات تتعاظم


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

منعطفات وتحديات تتعاظم

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
منعطف آخر مع اغتيال القيادي في حماس إسماعيل هنية تفرضه التحولات في المنطقة، خاصة وأنه جاء بعد ساعاتٍ من عملية بيروت.
هذه التطورات يراها البعض بأنه كسر لما يسمى بقواعد الاشتباك، وهي قواعد بالأصل لم تعد موجودة منذ السابع من أكتوبر، ورأينا إمعان حكومة نتنياهو وتطرفها واستغراقها بالقتل في غزة، حتى صاغت هناك مأساة قلّ نظيرها في عصرنا الحاضر.
وجرت الأحداث حتى وصلنا إلى منعطفٍ جديدٍ، وهو تحول يأتي في لحظةٍ سياسيةٍ تزداد دقةٍ، فهناك الانتخابات الأميركية المنتظرة التي يبدو أنها ستتسلم في وقتٍ تكون فيه منطقتنا قد وصلت إلى مرحلةٍ استقطاب غير مسبوقة.
كما أن عملية اغتيال هنية، جاءت في وقتٍ كانت فيه وتيرة الحديث عن تسوية هدنة في غزة ترتفع، والمفارقة بأنّ معظم التصريحات الغربية تؤكد على المضي بهذه الصفقة رغم اغتيال هنية.
وفي الدلالات الأخرى، أن هذه الاغتيالات جاءت بعد ساعاتٍ من عودة نتنياهو من واشنطن، ولقاءاته هناك التي شملت الأركان كافة، سواء الذاهبون أو المقبلون على الحُكم.
دلالات كثيرة، المهم فيها أن لا تهدئة قريبة في الأفق في منطقتنا، وأنّ ما نسمعه من عناوين وتوجهات تحمل في باطنها مشاريع وتسويات، فكل طرفٍ في الإقليم، ومن القوى الدولية يريد أنّ «يكيش» ويبني حساباته وفق ما تريد مصالحه، لا بما يتفق مع ما يرفعه من شعارات.
هذا الأمر يرتب مسؤولية أكبر عربياً، ويرتب تحديات جديدة على الدول التي تنشد الاستقرار في المنطقة والإنصاف لقضية فلسطين، ورفع الظلم عن أهلها بخاصة في غزة.
لذا، فإنّ أكثر ما هو مطلوب اليوم، هو الوعي والمسؤولية، بأنّ آليات التفكير والتعاطي مع التحديات يجب أن تتغير وفق الصيغ الجديدة في المنطقة، فالمسؤولية اليوم أكبر، وبخاصة في وطننا، الملتزم بمبادئة القومية وأدواره.
وجه المنطقة اليوم تغير كثيراً، ويبدو أنّنا بحاجة إلى تكون منعتنا الوطنية، ومسؤوليتنا المشتركة أكبر لنكون قادرين على القيادة بأدوار مساندة وداعمة لكل حقٍ عربي، بخاصة مع تراجع الحديث عن هذه الحقوق، ضمن دوامة التسويات والمشاريع والتصفيات للأفكار، وفي زمانٍ بات مليئاً بمنصات الكراهية والهدم.
مناسبة الحديث التطورات المتلاحقة، ولكن الثابت دوماً هو الحرص على وطننا متماسكاً في غمرة هذه التحولات التي يبدو أنها لن تتوقف قريباً.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ