رانيه إسماعيل
من أنت؟ عليك أن تعلم يا هذا أنه ليس لك الحق بإنهاء حياة الآخرين فقط لمجرد ان أفكارهم تختلف عن أفكارك المشوهة المبنية على معتقدات لا إنسانية تنشر الحقد والبغضاء والقتل بكل مكان، بل تسعى جاهدا لتنشئ عليها جيلاً من بعدك، لكني أطمئنك ان هذا الجيل سيحاربك وسيقلب المعادلة ضدك كلما اشتد عوده.
لي الحق أن أحيا حياة طبيعية سوية كما أخترت أنا ، وبالمقابل اخترت أنت ان تحيا حياة بفكر مشين متطرف، لا يرتقي حتى لمستوى تفكير الحيوانات ، فبعض الحيوانات تتحرك مشاعرها وتنقذ حيواناً آخر في مهب الخطر، تفكيرك لا يهمني طالما هو محبوس في زنزانة أفكارك اللاعقلانية، لكنه يؤثر على أبنائي وحياتي، وحياة جيراني وأهلي ومجتمعي ووطني، لذا عليك أن لا تدخل حدود عالمي وتصهرني بما أنت عليه
لقد ممرنا أنا وأنت بظروف صعبة في طفولتنا كما باقي الأطفال، ومررنا أنا وأنت بتجارب ومعاناة بصبانا كما باقي الشباب، ووقفت التحديات الجسيمة والكبيرة في وجوهنا أنا وأنت بمرحلة العطاء، وشهدنا أنا وأنت حالات من الطعن والتمييز والتفرقة هنا وهناك، وسعينا أنا وأنت نبحث عن وظائف متواضعة لشهاداتنا الجامعية في زمن البطالة ، وتم محاربتك أنت ومحاربتي أنا من بعض الأدمغة الصفراء بلقمة عيشنا ، وعشنا تفاصيل لحالات من الفساد المعشعش بوطننا أنا وأنت ....
لكنني هنا والآن اختلف أنا معك أنت، فهذه الظروف والتحديات لم تزدني إلا إحساس بالآخر ورغبة بالتغيير الإيجابي لإحياء النفوس وليس قتلها وتدميرها ومسحها عن الوجود. فهذا لن يحقق لك الراحة يوماً حتى وأنت تغادر هذه الحياة بالدعاءعليك بعدم الرحمة من قلوب أوجعتها بسفك دم أحبابها.
أفكارنا ومشاعرنا الإنسانية النبيلة هي ما سيبقى بالنهاية، وأنت سوف تذهب بأفكارك وانفعالاتك ومشاعرك إلى الهاوية وسوف تجر معك سلوكاتك الهدامة والتي حاولت وتحاول أن تمحو بها كل أثر وإنجاز طيب لإنسانية الآخرين، أنت الخاسر بنهاية صراع أنت بدأته لوحدك ، وكنت أنت الطرف الخاسر به بكراهيتك وظلمك وقتلك لآباء الأطفال اللذين ينتظرون العيد بفارغ الصبر حتى يلبسوا ملابس جديدة ، وأنت الخاسر بإغتصابك فرحة الأمهات بشباب أبنائهن..
حاول أن تخرج قليلاً من دوامه العنف والصراعات الداخلية والخارجية التي تعيشها، حاول أن تنفتح وتتحضر وتتأنسن بأفكارك على البشرية والإنسانية وستجد بأنها أجمل وأنقى وأطهر من المستنقع الذي تحتمي به والذي سيرميك بالنهاية في مزبلة التاريخ المتعفنة.