مدار الساعة - بقلم المحامية آية توفيق المهيرات - وكأن كلمات شاعرنا الأستاذ حيدر محمود ، حينما قال :
المنى عندنا ثوبها أخضر ...
إلى أن اختتمها ، وقال :
قد بنينا لها في العيون وطن
وحلفنا لها أن يعيش الوطن
وما تتقنُه هذه المغناة من كورال الجامعة الأردنية من اللعب على أوتار الشوقِ والحنينِ لهذا المكان ، وبروحِه التي لا تموت وإنما تَحيا بقلبِ كلِّ من دخَلَه أو مر مرورَ الكرامِ حتى من عتباته ...
كـلُّ هـذا ، ولـم يـَكـفي شاعِـرنا الأستـاذ أنـور الهـقيش الصخري إلَّا وأن يَكتُـب بالقلـمِ الواثـقِ من قصـده و يـُضيف إلى الشوقِ تَـوق وإلى ألسنة خريجي الجامعة الأردنية كلـماتٍ ليدندنوا بِها على مَرِّ العقود :
من عقودٍ كنتِ للمجد منارة
تمنحين الجيل عزماً واقتدارا
كم تساما طالبُ العلمٌ فخورا
يعتريه الحلمُ يختار المسار
كم وهبت العلم من علياكِ حتى
حارت الركبان في وصف الغمار
أنت أم الجامعات زدتي مجدا
سروك المخضر ينساب اخضرارا
اسمك المعروف من أرضي واسمي
يشبه الأردن عزا وافتخارا
فيه يسعى سيد الأمجاد دوما
واصفاً ما نلتي بالعلم وقارا
ولعلي أكتب الآن وبسجيَّتي الإنسانية التي انتابها بعض الغبطة من صوت وإحساس الفنان الواعد سيف عكوبة ، الذي كان كالسيف يدق ناقوس الذكريات ...
إلى أن اختتمها :
أردنية ... أردنية ... أردنية ... أردنية ...
ليأتـينا بـها محملةً على أطباقٍ ذهبـية بألحـان وإشـراف الأستاذ الدكتور نضال نصيرات والتوزيع الموسيقي للأستاذ محـمد الزيتاوي ، الذي ما اعتدنـا إلا على عبقريتـه وذوقـه الفني ، ليخرج لنا الأستاذ حمـزة المومني لوحـةً جديدةً من الذكرياتٌ نُدندنها كلما تذكرنا الأردنية أو مررنا بها .
أما عن أعضاء كورال الجامعة الأردنية ، وبأصواتهم الخلابة وأحاسيسهم التي ما قصَّرت يوماً بأن تتراقص مع مشاعرِ الحنين لهذه الجامعة الأم ، فماذا أقول عنهم ؟! والصمـتُ كما قال نزار قبّـاني في حرم الجمال جمال !
كلـمات ، كتبتها سابقاً عن هذا الصـرح العـظيم ولا أمَــلُّ من تكرارها :
هي أيامٌ لَكَ فيها تُحْصيها بعدَدِها إلا أنَّك لَنْ تستطيعَ أَنْ تُحصِيَ آثارَها فيك ، تفاصيلها العريقة المتجددة ...
والقديمة الجديدة ...
أسوارُها وأشجارُها ...
شوارِعُها ومبانيها ...
على ذُرى هذه الجامعة مَرَرْنا بالكثير الكثير :
لحظاتُ ضحكٍ وسُرور ...
ولَحظاتُ حزنٍ وفُتور ...
أوقاتُ لَعبٍ ولَهو ...
وأوقات جِدٍ وإجتهادٍ دُونَ لَغو ...
أيامُ بردٍ وشتاء ، وأُخرى ذاتَ درجاتِ حرارةٍ تُسابِقُ عنانَ السماء ...
محاضراتُ الأحد والخميس والثلاثاء ، أو يومَي الإثنين والأربعاء ، أو أن تختارَ أيام الدوامِ جَمعاء ...
قهوةُ الصباحِ أو كأسُ الشايِ بعبيرِه الفوَّاح ...
أصحابُ العمرِ ، وزملاءُ التخصصِ والمِهنة ...
نعم ، إنها الجامعة الأردنية .
أو كما قال الهقيش وبألحان النصيرات
أردنية
أردنية
أردنية
أردنية .