بقلم الدكتور حسن خليل الشوابكة
في 17 كانون الأول / ديسمبر من عام 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 54/120 إعلان 12 من آب / اغسطس من كل عام يوما دولياً للشباب بحيث يكون هذا اليوم بمثابة يوم للاحتفال بالشباب والشابات والتأكيد على دورهم في بناء المجتمع، حيث يعتبرون شركاء رئيسيين في كافة مناحي الحياة.
من هنا لا بد من الانطلاق من ثوابت ومرتكزات محددة لبدء العمل مع الشباب :
اولا: تحديد هذه الفئة تحديدا دقيقا بحيث نستطيع تقديم الوصف الحقيقي لهم دون التداخل مع الفئات العمرية الاخرى، الامر الذي يساعدنا في تحديد خصائص هذه الفئة ومعرفة متطلباتها و أحتياجاتها .
ثانيا: اجراء الدراسات الميدانية الفعلية لمعرفة متطلبات الشباب وحاجاتهم والاستماع الى آرائهم وفرز هذه المتطلبات والاحتياجات وفق مجالات متعددة لنتمكن من بناء الخطط وفق طريقة علمية مدروسة.
ثالثا: بناء البرامج المتخصصة لكل مجال على حدة وأن تكون هذه البرامج متنوعة في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وان تبني وفق نظام علمي مدروس من خلال الاطلاع على الدراسات العلمية والبرامج العالمية المماثلة والمميزة التي حققت نتائج جيدة، واخذ ما يتوافق منها مع ثقافة المجتمع وطبيعة شبابه.
رابعا: اختيار فريق العمل بشكل دقيق مبني على الخبرات والكفاءات والمهارات والمعارف لا أن يكون الاختيار عشوائيا دون أسس، بحيث يكون هذا الفريق قادرا على تنفيذ البرامج بكل كفاءة واقتدار.
خامسا: التقييم والمتابعة المستمرين، من خلال تدوين الملاحظات التي ترد ومعالجتها اولا بأول على ان يكون فريق التقييم والمتابعة متخصصا وعلى دراية بطرق تصميم البرامج وكيفية بنائها وتنفيذها، ودراسة اثر هذه البرامج على الشباب ومعرفة مدى تحقق الأهداف المرجوة.
سادسا: التطوير والتحديث المستمرين للبرامج لتواكب التطور العلمي والتكنولوجي، لا أن تبقى هذه البرامج تدور في فلك التقليدية والكلاسيكية.
من خلال هذه الخطوات فإننا نتمكن من بناء قدرات الشباب بطريقة تجعلهم قادرين على المشاركة بصنع القرار والتعبير عن انفسهم بحرية وايصال افكارهم دون وجل أو خوف، كما ويجب أن تتصف البرامج بالشمول بحيث تبنى على أسس شاملة لشخصية الشاب وحاجاته، وان تقدم للشباب على امتداد الوطن، ويجب على الدولة ان تمنح الشباب الفرص الحقيقية في المشاركة السياسية من خلال التمكين السياسي وتسليمهم المناصب الادارية الرفيعة لرفد المؤسسات بطاقات شبابية تجعل منها كتلة مشتعلة من النشاط والحيوية.
شبابنا في يومنا هذا نقول كل عام ونحن بكل خير.