انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة شهادة جاهات واعراس الموقف مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

النائب الطراونة في مقال مثير: قبل أن يقدموا صفقة الوداع الأخير.. هل تغنوا (حنا كبار البلد وحنا كراسيها)

مدار الساعة,أخبار الأردن,اخبار الاردن
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/12 الساعة 02:27
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم النائب مصلح الطراونة

لكم أيها الراحلون في السلط اليوم وفي الكرك أمس، وفي القدس من قبل، وعلى كل بقعة من هذا الوطن، لكم جميعا سلام، سلام لعطائكم السخي، ولكرمكم المبهر، سلام لكم لأنكم البسيطون، وحين نذرتم للعطاء، كان عطاؤكم أكبر من الوصف، سلام لقمح عيونكم اللامعة ساعة الشهادة، سلام لحبات العرق الشهي تتساقط من جباهكم وأنتم ترعبون عدوكم الجبان، سلام لصدى أصواتكم السابحة في نسائم السلط والكرك وإربد والقدس، سلام لعل السلام يدنوا بنا لكم، و لعل ساعة موت شريف تأخذنا إليكم

كيف يمكن أن أكتب؟ وكيف يمكن أن تكون الكلمات ضمادا لمصاب لا يبرى إلا بالأفعال؟ كيف يمكن أن يغرد القلم في وقت نحتاج فيه أن يغرد الرصاص؟ كيف يمكن أن أواسي أمهات المصابين والشهداء بعدد قليل من الكلمات؟ وهن اللواتي قدمن مهجهن فداء لهذا الوطن؟، ونحن نتمطى في مكاتبنا وعلى أرائك مجالسنا نكتب بهواتفنا الذكية؟ هل هذه مواساة لهن؟ ماذا ستنفعنا الكلمات وتجارة أفيون العقول والسلط تكتوي من ثلة من الجبناء كما اكتوت الكرك من قبل؟

وجع ما بعده وجع، وألم ما بعده ألم، أسماؤهم تتردد في ذهني (معاذ الدماني، معاذ الكساسبة، سائد المعايطة ، راشد الزيود، و آخرون) سابقون، ولاحقون، هل كانوا معروفين قبل أن يقدموا صفقة الوداع الأخير مع هذا الوطن؟ ، هل تغنوا (حنا كبار البلد و حنا كراسيها)؟ هل ترددت أسماؤهم بين جنبات المناصب و الكراسي؟ هل وردت أسماءهم في إعفاء من الدراسة في لندن أو بريطانيا؟ هل خصصت أموال الدولة و سخرت لرفاهيتهم و هم في واجبهم الميداني، يا الله كم كم نحن شراذم وصغار، يالله كم نحن صغار أمام جباههم السمر، وعيونهم الباكية على هذا الوطن.

وجعك وصوتك لا يغادراني، ولا أستطيع الفكاك من سعلتك الملونة بدمك الطاهر يا معاذ، سور قصيرة رددتها قبل موتك بلحظات، تذكرتك إلى الدار الآخرة كانت عملاً جباناً، وطريقك سور قصيرة، ورصيد لا ينفد من الإيمان، لن أستطيع أن أختزل الوجع بكلماتي فالوجع أكبر وأعمق، و المصاب جلل، ليس لأنك وأمثالك قدمتم أغلى ما يملك المرء صفقة واحدة دون تقسيط ودون محاباة، بل لأن الحروف أصغر مما تقدمون بل لأنكم أنتم الحماة تعيشون بصمت و تموتون بصمت، وأبناء كبار البلد و كراسيها ينعمون بوافر العطايا والمنح، ولكن لا تنزعج هذه هي الأوطان تقوم على أكتاف الشرفاء ويسرقها الجبناء المستغلون، و تشاء إرادة الله و دمك الحر وعنفوانك اللامتناهي أنت و زملاؤك أن تكونوا في ثلة الشرفاء، أن تكونوا سنابل فخر تحركها نسائم العز، و تترك خلفك العطايا للمتسولين على أبواب المناصب، وعلى عتبات الامتيازات.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/12 الساعة 02:27