مدار الساعة - اختتام فعاليات الندوة الثالثة والأخيرة التي نظمها منتدى الابتكار والتنمية الأردني تحت عنوان "تحلية المياه في الأردن: التحديات والحلول". عقدت الندوة عبر الإنترنت وحضرها أكثر من 60 شخصاً من الخبراء والأكاديميين والحكوميين وممثلي الهيئات الدولية ومدراء قطاعات المياه والطاقة الأردنيين وغيرهم لمناقشة آخر التطورات في مجال تحلية المياه وتقنيات الاستدامة.
*كلمة افتتاحية ملهمة:*
افتتح المهندس رائد الصعوب الجلسة بكلمة ترحيبية أشار فيها إلى التحديات الكبيرة التي تواجه الأردن في مجال الموارد المائية وأهمية البحث عن حلول مبتكرة ومستدامة. ثم أعرب عن شكره العميق لجميع من ساهم في إنجاح هذه الندوة، بدءاً من البروفيسور محمد الفرجات، رئيس المنتدى، وصولاً إلى فريق التحضيرات والشركاء الإعلاميين، بما فيهم المهندسة تهاني المومني التي قامت بتنظيم الفعالية.
*التكنولوجيا الحديثة في تحلية المياه:*
تناولت الجلسة محور التكنولوجيا الحديثة في تحلية المياه، حيث قدم المهندس هشام الزرعيني عرضاً مفصلاً عن تقنية التبخير بالفراغ العميق. وأوضح الزرعيني أن هذه التقنية تعتمد على المبادئ الديناميكية الحرارية لفصل السائل عن الجزيئات الصلبة عند درجات حرارة منخفضة. وأشار إلى أن هذه التقنية تتميز بكفاءتها العالية في معالجة مختلف أنواع المياه، بما في ذلك المياه المالحة والمياه الملوثة وحتى المياه المشعة، بتكلفة تتراوح بين 0.723 إلى 1 كيلووات ساعة لكل متر مكعب.
*إمكانات نظام الطاقة الشمسية المركزة:*
من جهة أخرى، قدم الدكتور أيمن المعايطة عرضاً شاملاً عن تقنية الطاقة الشمسية المركزة (CSP) التي تعتمد على تركيز أشعة الشمس لتوليد حرارة عالية تُستخدم في تحلية المياه. وأوضح أن هذه التقنية تتميز بكفاءتها العالية في استخدام الطاقة، حيث يمكنها إنتاج الكهرباء بتكلفة تتراوح بين 4 إلى 6 سنتات لكل كيلووات ساعة. كما يمكن تخزين الطاقة المنتجة في الصخور البازلتية أو السيراميك أو الأملاح، مما يسمح لوحدات التحلية بالعمل على مدار 24 ساعة دون انقطاع.
وأشار المعايطة إلى أن هذه التقنية قد تم اختبارها بنجاح في معهد مصدر في أبوظبي، حيث أثبتت قدرتها على إنتاج حرارة تصل إلى 1500 درجة مئوية، ما يجعلها مثالية للاستخدام في التطبيقات الصناعية المختلفة وتحلية المياه.
*كلمات الضيوف الأجانب:*
شارك في الندوة عدد من الضيوف الأجانب، من بينهم السيد ديفيد ريفلي من بريطانيا والدكتور مايكل فيشمنت من ألمانيا. أكد الضيوف الأجانب استعدادهم لتقديم مقترحات مشاريعهم تحت نظامي BOT (البناء والتشغيل والنقل) وBOO (البناء والتشغيل والتملك)، مشيرين إلى أن تقنياتهم الحديثة تتميز بالاقتصاديات الموفّرة والتلاؤم مع البيئة، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية والمساهمة في محاربة التغيرات المناخية.
وأوضح السيد ديفيد أن تقنيتهم لا تقتصر فقط على تحلية المياه بكفاءة عالية، بل تمتد لتشمل إنتاج الطاقة الخضراء المستدامة. وأكد أن تكلفة إنتاج المياه العذبة باستخدام تقنيتهم تقل بكثير عن التكاليف التقليدية، حيث تتراوح بين 70 إلى 75 سنتاً للمتر المكعب، مع ضمان ثابت للتكلفة لمدة ثلاثين عاماً.
*التكامل بين التقنيات المختلفة:*
تمت مناقشة إمكانية التكامل بين تقنيات التبخير بالفراغ العميق وتقنيات الطاقة الشمسية المركزة لتحقيق حلول شاملة ومستدامة لتحلية المياه في الأردن. وأكد المشاركون أن هذا التكامل يمكن أن يسهم في تقليل التكلفة التشغيلية وتحسين الفعالية البيئية للتقنيات المستخدمة.
*دعوات لاتخاذ خطوات عملية:*
في ختام الجلسة، دعا السيد ديفيد ريفلي إلى ضرورة اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ هذه الحلول على أرض الواقع، مشيراً إلى أهمية تجاوز مرحلة الحديث والبدء في تنفيذ المشاريع التجريبية لتحلية المياه باستخدام التقنيات المبتكرة التي تم مناقشتها.
من جانبه، أكد البروفيسور محمد الفرجات، مؤسس المنتدى، على أهمية الخروج بتوصيات عملية يمكن تنفيذها على أرض الواقع. وقدم عدة توصيات من بينها ضرورة تخصيص ميزانية لتنفيذ مشاريع تجريبية تعتمد على التقنيات التي تم عرضها في الندوة. وأكد الفرجات أن هذه المشاريع التجريبية يمكن أن تكون نموذجاً يُحتذى به لتطبيق الحلول المبتكرة في مناطق مختلفة من المملكة.
شارك المهندس رائد الصعوب في ختام الجلسة بتأكيده على ضرورة التعاون بين الجهات المختلفة لتنفيذ هذه التوصيات، مشدداً على أن الحلول المبتكرة تتطلب جهوداً مشتركة واستثمارات استراتيجية لضمان تحقيق الفوائد المرجوة.
لمزيد من التفاصيل والمعلومات القيمة، يمكنكم مشاهدة الفيديو الكامل للفعاليات عبر هذا الرابط: [فعاليات اليوم الثالث
