أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

استقلال مبارك لأعز الأوطان


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

استقلال مبارك لأعز الأوطان

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
للاستقلال الأردني حكاية مختلفة عن غيره من جواره العربي، فهو وطن تأسس ليكون منطلقا والتزاما بمنجز الإنسان العربي في لحظة فارقة من تاريخنا العربي.
إذ جاءت ولادة الدولة كتلاق لشرعية هاشمية ممتدة تؤمن وتعمل وتلتزم ببناء الإنسان، ووفق مبادئ التحرر والخلاص من التبعية مع امتداد لحراك عربي مثلته النهضة العربية وإيمان الأردنيين بأنهم يريدون وطنا قويا قادرا على تقديم خلاصة المنجز العربي.
وهو منجز غاب لقرون قبل النهضة العربية، وكانت الثورة العربية أول تعبير عن مقدرة الإنسان العربي على لعب دور على مسرح التاريخ.
في تلك المناخات ولد الأردن، فمع وصول الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، إلى الأردن نادى بضرورة امتداد الحراك العربي وأن يكون قادرا على حمل مشروع كبير.
ولد الأردن وأعلن استقلاله مرتين، الأولى في أيار عام 1923م بعمان، أي بعد نحو العامين من نشأته، والثانية عام 1946م، أي بعد نحو ربع قرن من تأسيسه.
وكان عام 1946م، هو العام الرسمي للاستقلال الناجز، كما وصفه الملك المؤسس، وانتقال الأردن من زمن الإمارة إلى زمن المملكة، حيث كان الملك المؤسس مدركا أن هذا الوطن بشرعية قيادته، ومشروعية أفكاره، وبأهله وجغرافيته، هو وطن حر ملتزم بقيم حقة تنتمي لإرث المنطقة.
لم يكن انتزاع الاستقلال أمرا سهلا، فالأردنيين وبقيادتهم الهاشمية خاضوا أدوارا وعقدوا مؤتمرات، وبذلوا لايمانهم بأن الخلاص من الانتداب هو الدرب الأمثل لتشييد بلد مؤسسات، وأن انعتاقهم هو خطوة أولى على الطريق.
واستمر الأردن يبني على ما انتزع، فبعد الاستقلال واكتمال الرؤية وممارسة الأردنيين لسيادتهم بإعلان استقلالهم، مارسوا باكرا تمثيلهم الشعبي بمنتهى الرقي والمسؤولية.
وهو أمر تعبر عنه وثائق الاستقلال، إذ جرى اعلان هذا القرار بدءا من المجالس البلدية، وهي الوحدات الشعبية الاقدم، ثم رفعت قرارات المجالس البلدية إلى الحكومة، وأعلنه رسميا الملك المؤسس بعد البيعة لسيد البلاد ومؤسسها ملكا دستوريا.
ومع إعلان الاستقلال عدل القانون الأساسي ليصبح دستورا وتصبح الأردن مملكة، حيث وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن مملكةً مستقلة ذات سيادة.
واصل الأردن الإعراب عن وجهه العروبي، وببذل كبير، حيث استشهد الملك المؤسس وهو يبذل لأجل فلسطين، ولاحقا جاء قرار تعريب قيادة الجيش، وعلى مدار سنوات آمن الأردنيون أن هذا الوطن، وبقيادة ملوكه من بني هاشم أوفياء لإنسان وطنهم بمسيرة البناء وملتزمون نحو فلسطين، وقضايا أمتهم.
اليوم، يحتفل هذا الوطن العزيز باستقلاله ال 78 بإيمان مطلق بدوره، بقيادة ملكنا عبدالله الثاني، وهو يواصل العطاء والوفاء، إذ نقف على أعتاب تجربة برلمانية جديدة، وتتواصل التنمية بشتى المجالات، لايمان مطلق بالأردن وإنسانه.
كما يواصل الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني البذل والعطاء لأجل فلسطين، ولأجل التزامه الوفي نحو مبادئ ما تزال حية في نفوس الأردنيين الأوفياء.
نعتز باستقلال الأردن وبحاضره وماضيه وكل عام والأردن الهاشمي بخير ومنعة.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ