هذه مرحلة مختلفة رتبتها تداعيات السابع من أكتوبر على الأردن، تبدأ من صعود اليمين المتطرف في إسرائيل ومشاريعه المشبوهة ولا تنتهي عند هموم حدودنا الشمالية ومشاكل تهريب المخدرات، وصلاتها المشبوهة، وغيرها من ملفات السياسة الخارجية التي يمكن وصفها بالهموم كتعبير أدق من الملفات.
داخليا، تحاول الدولة التخفيف من وطأة تداعيات للملفات التي تلقي بظلالها، بدءا من هموم البطالة والتشغيل، والخدمات والبنى التحتية وغيرها، وليس انتهاء بنقاشات المستقبل ويقين الهوية وغيرها ما بات مألوفا في الفضاء العام.
في هذا المشهد كلنا ثقة بقيادة البلاد ويقين بأننا نتجاوز كل الصعاب بهمة الأردنيين والوفاء لقيادتنا الهاشمية، وهذه سمة متجذرة في طباع وأخلاق الأردنيين، المدركين لتاريخ وحاضر ومستقبل بلادهم.
اليوم، وحيال التداعيات المتراكمة، نرى أن أعباء الأردن تزداد، ضمن مرحلة جديدة، ويبدو أن المنطقة مقبلة على استحقاقات جديدة، ولكن الأمل الأردني كبير ايضا، بأن يرى الدعم من محيطه العربي، وبقدر ما يخوضه من أدوار صانت هوية المنطقة، وحمتها من تداعيات صعبة، فالأردن لم يبخل بدور أو هبة أو موقف.. ولم يغب عن أي واجب سواء طلب منه أم لم يطلب، بل لايمان مترسخ في هذا الوطن ونقاء معدن قيادته وشعبه.
فالأردن وجيشنا العزيز يقف صخرة صلبة أمام مشاريع «الادلجة» والتجارة المشبعة بفكر يريد لهذه المنطقة عدم الاستقرار، والأردنيون يواصلون البذل في سبيل أن يبقى الأردن عزيزا وعمقا عروبيا وفيا لقضايا بني قومه.
وفي كل مرحلة تحمل هذا الوطن الاعباء الكبيرة، وهو قادر بهمة كبيرة، ولكن هناك أدوار أخرى مطلوبة تسند دوره.
ويبدو أننا اليوم، أصبحنا ضمن معادلة أصعب حدودها هذه المرة متباينة بين شرق حدودنا وغربها وشمالها، فالاحداث المتسارعة وتغير وجه العالم بشرقه وغربه بات فعلا يفرض مفاهيم جديدة للتعاون الإقليمي، ونحن في أكثر اقاليم العالم حساسية.
كما أن الدور الأردني كبير، وهو بحاجة لتعاون كبير ليتمكن من المضي في هذه المرحلة غير المسبوقة، فالأردنيون بثقة يمضون برؤية ملكية تنشد لهم مستقبلا مطمئنا، ولكن المنطقة باتت مثقلة بالتحديات.