يمر الأردن بمرحلة جديدة من التحديث السياسي القائم على توسيع قاعدة المشاركة السياسية، وعمل تجنيد سياسي لاختيار ممثلي الشعب في مجلس النواب، اذ ان هناك قانون انتخاب جديد يستند الى دائرتين محلية، وعامة، قسمت البلاد الى 18 دائرة انتخابية حدد لها 97 مقعدا والدائرة الوطنية 41 مقعدا للاحزاب السياسية التي وصل عددها الى 37 حزبا سياسيا منها ما هو ايديولوجي وأخرى معتدلة او وسطية ويرى ان هناك تعزيز لدور المرأة التي خصص لها 18 مقعدا في الدوائر المحلية وعددا من المرشحين الاوائل في قوائم الاحزاب ولافتراض ان سبعة احزاب ستنجح سيكون تمثيل المرأة وصل الى 25 مقعدا وبنسبة 18 تقريبا، ناهيك عن تمثيل الشباب دون سن 35 سنة بعدد من القوائم الحزبية، علما بانه تم تخفيض سن المرشح الى 25 سنة وهذا سيؤدي الى ازدياد اعداد المرشحين على المستويين المحلي والعام، وما يهم هنا هو زيادة درجة الاهتمام السياسي في هذه المرحلة، بمعنى ان ينخرط افراد المجتمع للاهتمام بالقضايا والعملية السياسية على مستوى عام صحيح ان الشعب بجله ليس لديه درجة عالية من النشاط السياسي ولكن توسيع مشاركة الافراد مهم جدا لانجاح هذه المرحلة من التحديث لانه من حقوق وواجبات المواطنة ان يمارس الناس حقهم في التصويت وابداء الرأي بالقضايا الاساسية الهامة لان النتائج تنعكس على الجميع ان الامر لا يغدو فقط مشاركة انما الاهم هو حسن الاختيار من تختار ليمثلنا في السلطة التشريعية، الوطن بحاجة الى رجال ونساء اقوياء قادرين على تحمل المسؤولية، والعطاء والممارسة في التقدم وانجاح المرحلة، تذكر التقارير ان عددا من النواب السابقين لم يتلفظوا ببنت شفة طيلة الاربع سنوات من عمر المجلس هل نريد ان يكون المنتخبون الجدد مثل سابقيهم؟ اذن حسن الاختيار للذوات الاكفياء والمتخصصين والقادرين على حمل هموم الوطن والمواطن هو المطلوب، واذا خرج المجلس ضعيفا فان المُلام في هذه الحالة هو من اختار، فالأمر عائد برمته على الناخب فكن كما انت تريد لنفسك وللوطن. ومن المعروف ان الأردن يؤمن باحداث التغيير التدريجي المنضبط، فالتحديث متوازن وعلى مراحل فان نجحت هذه المرحلة سيكون مرحلة اخرى تليها والمواطن هو جزء منها فاذا كانت النتائج ايجابية او سلبية فهي تنعكس وترتد عليه، ومن المعروف ان المواطن الأردني لديه وعي سياسي نتيجة للتعليم، ودور الاعلام والتجارب فلنجعل من هذا الوعي وسيلة للتقدم والنهوض بالوطن، هناك العديد من الانجازات التي تراكمت عبر السنون في شتى المجالات، فليكن كل واحد منا أمين على ما انجز وجزء من ما هو قادم من انجاز ولا ننسى العظماء الاوائل الذين سبقونا في البناء والعطاء هم القدوة والوطن يتطلب منا ان نقف الى جانبه ومعه لا ان نقف متفرجين عليه!.