أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

هل نحتاج إلى ابن خلدون أردني؟


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

هل نحتاج إلى ابن خلدون أردني؟

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
هل تغير الأردنيون.. وكيف؟!.. هو ليس بسؤال جديد، سبق وطرقنا باب هذا السؤال، وآخرون أيضا، ولكن غياب الاجتماع الأردني أمر ملحوظ وما يزال في باب محاولات هنا أو هناك.
البعض كتب ولكن ضمن رؤية أيديولوجية لربما ظلمت الأردنيين، لتحاول إثبات رؤاها، بوعي أو دون، وهناك من دار في فلك الأكاديميا، دون إضافات معقولة لمجتمع صاغ حضوره أو حاول مغالبة بعض التحديات داخلية وخارجية.
نحن اليوم، وفي خضم جدل سياسي حول مستقبل حياتنا البرلمانية، وآخر يحاول البعض اجتراحه حول «الهوية».. ولكن المجتمع وتحولاته ما يزال غائبا، خاصة ونحن نتحدث عن قيم تبدلت وأخرى تحولت، واختلفت بطبيعة الحال نتيجة التغيرات المادية، وتحول مفاهيم الاعتمادية، والسعي إلى المكانة، وهي تغيرات بعضها مفهوم في العموم مرت به العديد من المجتمعات، في حين لكل مجتمع خصوصيته.
همومنا الاقتصادية بلا شك، أثرت في أسلوب حياتنا، وما نعرفه عن هجرة الأرض وتغير أساليب الإنتاج أمر معروف، ولكن ثمة تفاصيل أخرى ترتبط بالترييف، والتمدين، بالمادة والدخل، وطبيعة علاقات تغيرت في القرية والمدينة، في مفهوم العمل كقيمة والمنصب والشهادة.. وهذه هموم نراها بين جيل الشباب الذي ما يزال بعضه حائرا بين منظومة قيمية تتداعى وأخرى آتية–لا محالة-.
فهل نحتاج إلى ابن خلدون أردني اليوم؟.. ربما هو أمل كبير لمجتمع يتغير وأحيانا تشعر أنه يفيض حيوية وأخرى يتبدل خمولا بعضه، خاصة مع تحولات أحاطت بنا ورتبت علينا كأردنيين مسؤوليات ابتدات من تداعيات اللجوء السوري، ولا تنتهي عند مشاكل البطالة وهموم «المهننة» التي يدركها القائمون على هذا القطاع.
ما ذكرته هي شذرات من هنا وهناك ليست بعيدة عن الاجتماع الأردني وخصوصيته، ولكن فهمها يتطلب دراسة أعمق، فحين كتب علي الوردي عن شخصية الفرد العراقي، وصراع البداوة والفلاحة في سماته الشخصية كان يدرك أن ثمة تحولات عميقة.. وحين كتب الجابري بمفهوم أوسع عن العقل العربي كان يحاول «فكفكة» الشخصية العربية وكيف تتحرك.
نحن في الأردن اليوم في قلب تبدلات يخوضها مجتمعنا، همومها تمتد إلى شبابنا وجيل مقبل، هي تحولات هضمناها في فترات سابقة، ولكنها اليوم أكثر حدية.. نعم تغير الأردنيون.. ولكن مجتمعهم وقيمهم بحاجة اليوم إلى فهم عن دراسة ووعي بما يخدم مؤسساتنا العامة وقراراتها، ولربما بما يجعلنا نفهم ذاتنا أكثر.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ