محمد أبوشيخة
الغربة صعبة لكن للذين سيتم تعيينهم هناك يختلفون عن الجيل السابق فالذي يختلف بين الجيلين أن الأول غادرالوطن لكي يجمع الأموال وبعدها يعود إلى وطنه أما الثاني فأكاد أجزم أنه لن يعود أبداً لكي لايتذكر ماعاناه في وطنه من فقروبطالة وواسطات ومحسوبيات لفلان وعلان وزيد وعبيد .
دولة قطرالشقيقة فتحت شهية الأردنيين بعد إعلانها عن دعم الأردن وتوظيف 10 آلاف أردني وتخفيض أعداد البطالة التي تعيشها شقيقتها الأردن فقد تقدم إلكترونيا للتوظيف 118 ألف أردني من كافة الأعمار منهم عاطل عن العمل ومنهم من هو على رأس عمله ومنهم من يعمل بوظيفتين أو أكثرومنهم من لديه أكثر من دخل .
10 آلاف سيحسدون على قبولهم ومغادرة البلاد لأنهم سيجدون الفرق بقطر في كل شيء، فرق بسعرالسيارة وبنزينها وأيضاً يستطيع تشغيل مكيف الهواء براحته بالإضافة إلى وجود سرير لعلاجه في المستشفى في حالة مرضه.
الراتب الأول الذي سيتسلمه الأردني سينتهي أخر الشهر أويتبقى منه للتوفيرعكس راتبه في الأردن الذي كان يصرفه خلال أول 5 أيام.
ويستطيع إحضار احتياجات المنزل من طعام وشراب لشهر كامل كان يشتهيها في وطنه وحتى الفواكه التي أحضرها هي أردنية لكن يختلف طعمها وحجمها هناك .
سيبدأ بالتفكيرجدياً بجدولة ديونه في الأردن لأشخاص أو بنوك بعدما أثقلت الحكومات عليه نتيجة الضرائب ورفع الأسعار ويبدأ بشراء ما كان يتمناه بعدما حرمه الفاسدون من حقوقه بوسط بلده.
وإذا اشتاق لوالديه لن يأتي لرؤيتهما بل سيرسل لهم فيزا للقدوم إليه ويقول شكراً “ما بدي أتذكرهذيك الأيام”.
هنا هل سيشتري الأردني بعدما وفر المال منزل بوطنه أم سيفكر بالإستثمار في تركيا التي تنافس الدول حاليا بسعرالشقق ؟وهل يحن إلى بلده ؟ وهل سيسمع أغنية ” كلمة حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي "!!
على الحكومة وعلى وجه الإستعجال دراسة كيف يفكر هذا الجيل في الغربة وإقناعه بالعودة إلى وطنه بعد أعوام من الغربة وأن تجد الحلول لإقناعه بالاسثتماروالعودة بعدما كان المتنفذون والفاسدون مسيطرون على اقتصاده وأن زمن الفساد والمحسوبيات قد انتهى دون عودة .