بحكم الجغرافيا، التاريخ، القيم.. وغيرها الأكثر، كان الأردنيون، وسيبقون الأقرب لفلسطين بعلاقة نقية، بعيدة عن حسابات «التكييش» والعبث التي نرى البعض يحاول استغلالها.
فالأردن قبل وبعد الحرب على غزة، ليس بحاجة إلى أن يثبت مقدار ما بذله ويبذله ويقدمه لأجل فلسطين، فمؤسس هذا الوطن، الملك عبدالله الأول ابن الحسين، كان شهيدا على ثراها في القدس، والأردن تأسس وفي القلب من خطاب قيادته، وجيشه العربي، وناسه، قضية فلسطين والعدالة لأجلها.
وأمام ما هو مقبل من صيغٍ يبدو أننا بحاجةٍ الى استحضار تلك اللحظات خاصة في تاريخنا السياسي لنتجاوز ما هو أصعب، فعلاقتنا بفلسطين، هي حجر الزاوية، وخطابنا الأردني سيبقى ينادي بالعدالة لفلسطين وقضيتها، وسلام شعبها ومقدساتها وأرضها.
مناسبة الحديث ليس الحرب على غزة وحسب، وهي حرب أدمت قلوبنا، وإنما التأكيد على أن لهذه العلاقة ثوابت لا تقبل الاختبار أو العبث، فنحن في هذا الوطن حملنا هم فلسطين، والبذل لأجلها منذ أن روت دماء شهداء جيشنا العربي ثراها، ولسنا بحاجة إثبات حسن نوايا.
وجهود الأردن وخطابه، وتحركاته بقيادة الملك عبدالله الثاني هي كتاب ابيض موصول، قدم وسيقدم الأردن فيه الكثير ليكون إلى جانب الاهل في غزة والضفة، وحتى إحقاق العدالة.
فمن هم بالحكم في إسرائيل اليوم، يستخدمون مآرب البعض لغايات مشاريع يظنون انهم قادرون على تحقيقها، فهم متربصون منذ لحظة تأسيس هذا الوطن لتحقيق اوهامهم ومشاريعهم التصفوية.
وحين نتحدث اليوم عن العلاقة بفلسطين، ونقول إن قوة الأردن من قوة فلسطين، فالقصد هو قوة الأردن دولة، ومؤسسات ومرجعيات دستورية وقانونية، تبقيه قادرا على أداء دوره الذي يتحرك من دوافع قيمية يؤمن بها الأردنيون، وعلى رأسها قوة جبهتنا الداخلية.
إن الظرف اليوم دقيق، وما نمر به من تحولات في المنطقة يتسارع بقوة، والنوايا ليست كلها سليمة في محيطنا، ولكن يبقى الأردن قويا بقوة والتفاف ناسه حول الملك والدولة، حيث صالح الأردن وفلسطين، وكل مبدأ عروبي بذل لأجله هذا الوطن الكريم.