انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

التل يكتب: البوابة الأردنية الأبعد ايرانياً بمشروعها الإقليمي (1)


د. مصطفى التل

التل يكتب: البوابة الأردنية الأبعد ايرانياً بمشروعها الإقليمي (1)

مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/16 الساعة 21:09
ايران تشن عملية عسكرية من أراضيها ضد إسرائيل , رداً على قصف قنصليتها في دمشق , حيث أن إسرائيل بقصفها للقنصلية الإيرانية قتلت ستة عشر عنصرا إيرانيا , من ضمنهم أعلى ثاني شخصية قيادية إيرانية يتم قتلها بعد قاسم سليماني وهو (محمد رضا زاهدي ) ونائبه.
هذه ليست المرة الأولى التي تقتل فيها إسرائيل قياديين إيرانيين في سوريا او لبنان , بل لو تم حساب عدد المرات للعمليات الإسرائيلية التي قتلت فيها عناصر إيرانية على الساحة السورية واللبنانية خلال عامين فقط , فإنها اكبر من أن يتم احصائها ,ولكن المميز في عملية دمشق ان إسرائيل قصفت القنصلية الإيرانية , وهي اراضٍ إيرانية بحكم القانون الدولي , مما استوجب الرد الإيراني .
بعيدا عن السؤال التقليدي وهو شرعية وجود ايران في سوريا , فانها تنتهك وتفتك بالشعوب العربية لحسابات مشروعها الإقليمي الخاص التوسعي الاحلالي , بعيداً عن التخاذل العربي ببناء مشروعهم السني المضاد لجميع مشاريع المنطقة الإقليمية , فسيسجل التاريخ ان العرب سمحوا بتخاذلهم لإيران باسم فلسطين ان تستدرج عواطف البعض ليكونوا حرّاساً وحرساَ للمشروع الصفوي على الأرض العربية , نقدّم بهذا حتى ندلف الى ما يليه
*استراتيجية ايران في نزاعها العسكري والسياسي مع خصومها على الأرض العربية ...
تعتمد ايران على استراتيجية عسكرية وسياسية تُعرف بــ(الدفاع الأمامي ) , أي نقل والدفع بالمواجهات السياسية والعسكرية الى خارج العمق الإيراني و خارج حدودها في عمق الدول الأخرى التي تسيطر عليها , مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان التي تحفل بثقل إيراني واضح .
وهذا أصبح يعرف بمصطلح " المساحات المرنة الإيرانية " , الأمر الذي تعده ايران معياراً لنجاح استراتيجيتها في " الدفاع الأمامي , وتضعها عمليا في مواجهات عالمية خارجة عن عمقها الذاتي على أراضيها , فعلى البعد الجيوسياسي , ايران تتحكم بعدة جبهات في الشرق الأوسط متنوعة بين جيش احترافي وميليشيات متنوعة عقائدية , فمن جنوب لبنان الى سوريا والعراق واليمن . وصولا لشواطئ البحر الأحمر وبحر العرب بعد البحر المتوسط .
, ولا زالت تحاول ان تسيطر على حرب غزة إعلاميا على أقل تقدير لتضعها في اعداد نجاح استراتيجيتها في المنطقة , ولكن المقاومة في غزة وفلسطين استطاعت بنجاح كبير الفصل بين تبعيتهم العامة وتحركاتهم وبين عدم خسارة الدعم المفترض من ايران ووكلائها بالمنطقة .
استراتيجية المساحات المرنة أعطت إيران قدرة تشغيلية كبيرة في مشاغلة خصومها خارج أراضي الدولة الإيرانية نفسها، وجعلت تلك الساحات حاجزاً ومصدة لأي عملية مضادة من أي طرف عالمي او إقليمي خارج أراضيها الذاتية. ونجحت حتى اللحظة في تجنيب أي من الأهداف الإيرانية في العمق الإيراني لأي عملية عسكرية مباشرة من خصوم الخارج، باستثناء الضربة الباكستانية التي ردت بها باكستان على إيران داخل العمق الإيراني ذاته مما ألجم ايران عن التصعيد . بحكم أن الساحات الخارجية جاهزة كمصدّات وممتصة لأي ضربة قد تحدث مهما كان نوعها أو طرفها .
وبنظرة متجردة , نجد ان ايران بنت لنفسها خطوط ردع تعدّت الخمس , متنوعة من الجيوش الاحترافية الى ميليشيات متحركة بحدود مفتوحة ممتدة من طهران حتى شواطيء المتوسط غربا , وبحر العرب والبحر الأحمر وليس انتهاءً بالجنوب الغربي .
خطوط ردع تستطيع ايران بها مشاغلة أي عدو او خصم بكلف قليلة جدا ويسيرة , تستطيع من خلالها إعاقة وتهديد بوارج وسفن حربية او تجارية أ و قواعد عسكرية برية في مناطق مختلفة .
كل ذلك يحدث دون مسؤولية قانونية تتحملها طهران , وبعيدا عن عمقها الذاتي , وليس على طهران إلا أن تأخذ دور المتفرّج والداعم الإعلامي , الأمر الذي جعل الخصم في معادلة صعبة عسكريا و سياسيا وصولاً للموقف القانوني من حيث القانون الدولي.
* كيف نجحت ايران ببناء استراتيجيتها ؟!
كلمة السر في نجاح استراتيجية ايران هي ( المسالك العقائدية ) من خلال عقيدة ولاية الفقيه , فهي عقيدة عابرة للحدود الإيرانية وتلعب دورا مركزياً في الارتباط العضوي بين المركز في طهران وبين الأقليات الشيعية في مختلف بقاع العالم .
وقد سعت ايران الى بناء تحالفات استراتيجية مع أدواتها الشيعية في الخارج تحت مظلة عقيدة "ولاية الفقيه" في المنطقة العربية , مما أعطاها القوة الدافعة نحو تحقيق طموحاتها في تحقيق البعد الجغرافي وتوظيفه في خدمة الطموح المركزي العقائدي , بحيث سخّرت العوامل الجغرافية مثل الموقع والاقتصاد والعامل البشري العقائدي لخدمة سياستها وخاصة تلك المتعلقة بالسياسة الخارجية للدولة وهو ما يصطلح على تسميته بـــ ــ( الجيوبوليتيك) بالمصطلح السياسي الغربي , بحيث انها نجحت ببناء ما يمكن تسميته بـــ ــــ( الجيو بوليتيك الشيعي ) .
بالعموم ايران تعتمد على مستويين من الاستراتيجيات الفكرية العقائدية في بناء الاستراتيجية الكبرى خارج حدودها والتي توجه للأقليات الشيعية خارج الحدود الإيرانية يمكن حصرها في :
1- استراتيجية ( دولة أم القرى ) ومؤسسها " لاريجاني " :
تعتبر ايران نفسها بأنها مركز العالم الإسلامي الشيعي , وجميع المجالات الحيوية خارج الحدود مرتبطة بالمركز ارتباط الأعضاء بالقلب , فهي الركيزة الأساسية في العالم الشيعي , ، وكل الطروحات الفكرية التي نادى بها الخميني جاءت في إطار تحقيق هذا المسعى الاستراتيجي الإيراني، الذي يشكل في النهاية اللبنة الأساسية لتشكيل الإمبراطورية الشيعية العالمية، التي يقودها الولي الفقيه في إيران، فحتى فكرة ولاية الفقيه هنا تأتي ضمن سياق استراتيجي يستهدف إيجاد حالة ربط بين فكرة المركزية الشيعية العالمية-إيران، ومركزية صنع القرار- ولاية الفقيه، الذي يمثل مركز الشرعية السياسية في العالم الإسلامي الشيعي، مستندة في ذلك إلى الظروف التاريخية والسياسية التي مرت بها فكرة الإسلام السياسي الشيعي في إيران.
2- استراتيجية الحضارة الفارسية التي لم تحُترم بالقدر الكافي من البيئة العربية :
وهذه استراتيجية موروثة كعقل جمعي شيعي إيراني , اذ أن الرمزية العربية في الحضارة الفارسية تشير الى أن البيئة العربية استحقرت الحضارة الفارسية ونظرت اليها نظرة دونية , ولم تقدرها حق تقديرها , مما أورث في النفس العربية استحقار كل شيعي يرتبط بإيران باعتبارها الوريث الحضاري للحضارة الفارسية وليست الوريث للحضارة الإسلامية .
وهذا الموروث الفكري ترسّخ في مرحلة الشاه محمد رضا بهلوي , وبطبيعة الحال بقيت في العقل الجمعي الإيراني , كما يراه الدكتور عبد الله النفيسي .
ولكن كيف يتم توظيف المستويات الفكرية العقائدية الإيرانية في مفهوم متكامل لمصلحة الدولة القومية من منظورها الجغرافي الاستراتيجي و الذي يراعي الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية والبشرية للدولة الإيرانية ومعرفة المناطق الاستراتيجية المؤثرة وفق الاعتبارات الجغرافية للسياسة الإيرانية الخارجية او ما يعرف اختصارا بمصطلح ( الجيو ستراتيجية ) الإيرانية لخدمة مركزية طهران في العالم الاسلامي الشيعي وتمدده خارج الاقليات الشيعية في المنطقة العربية مستفيدة من العامل الاقتصادي والجغرافي والبشري أو ما يعرف اختصارا بمصطلح ( الجيوبوليتيك) للسياسة الإيرانية الخارجية ؟!.
* توظيف الاستراتيجيات العقائدية الإيرانية في المجال( الجيوستراتيجية ) الإيرانية لخدمة ( الجيوبوليتيك ) الإيراني ..
اعتمدت ايران مجموعة مشاريع مركزية ذات بعد عقائدي جعلتها في خدمة مركزية طهران للعالم الاسلامي الشيعي , وركيزة لتمددها خارجه , تحت مظلة " ولاية الفقيه " والتي وضعتها موضع التنفيذ الفعلي تحت استراتيجية مركزية باسم " دولة أم القرى " , من خلال ثلاث مستويات استراتيجية عملية , تعتمد عليها في استهداف كل العالم الإسلامي , شيعيه وسنييه , وكل مستوى منها موجه للمنطقة الجغرافية والبشرية التي يستهدفها بشكل خاص , وهي على الاجمال :
1- القومية الإسلامية :
مؤسس هذه الاستراتيجية رئيس الحكومة الإيرانية الأولى بعد نجاح ثورة الخيميني في ايران " مهدي بارزكان" , وللمفارقة بارزكان هذا ليبرالي , والهدف من هذه الاستراتيجية هو الانفتاح على العالم الإسلامي تحت ظل ولاية الفقيه , مستهدفة بذلك تلك المناطق التي تتمايز عن ايران بعقيدتها العامة والتي لا تعترف بولاية الفقيه كعقيدة مركزية , عن طريق استهداف مشتركات قومية دينية عامة , مثل آسيا الوسطى والقوفاز وجنوب شرق آسيا مع العالم العربي خارج مناطق الأقليات الشيعية فيه , ونجحت بشكل كبير في المناطق المستهدفة , من باب القومية الإسلامية التي لا تعترف باختلاف المذاهب , اذ ان هذه الاستراتيجية ركزت على ان الخلاف مذهبي وليس عقائدي , وبالتالي يمكن للمذهب الاثني عشري أن يستوطن في تلك المناطق من باب تعدد المذاهب لا من باب تعدد العقائد .
2- الدولة المهداوية :
“إن الجمهورية الإسلامية ونظام ولاية الفقيه ليس لهما أية مهمة أخرى سوى التحضير لإنشاء حكومة عالمية… إذ سيدير الإمام المهدي الكون عبر هذه الحكومة"
بهذه القاعدة افتتحت ايران نظريتها السياسية الموجهة للشيعة ومناطق نفوذهم مع الذين اسموهم "المستنيرين" أي الذين دخلوا العقيدة الشيعية من خارجها في المناطق كافة , اذ جعلت ايران منها نظرية سياسية متحركة يتحركون من خلالها .
الخميني شكّل انقلاباً على اطروحات نظرية الحكومة المهداوية العالمية , تحت عقيدة " ولاية الفقيه "
وحتى نستطيع ان نلمس هذا الانقلاب والذي جعل العقيدة المهداوية نظرية سياسية متحركة يتحرك من خلالها الحميني والحكومة الإيرانية من بعده , بما فيهم الإصلاحيون في الحكومة الإيرانية , لا بد لنا من التفريق بين ثلاث نظريات في فقه الدولة الشيعية :
أ – النظرية التقليدية ( الانتظار ) :
ملخص هذه النظرية هو وجوب انتظار ظهور الغمام الغائب , ولا يجوز أي نوع من أنواع المشاركة السياسية حتى ظهور الامام الغائب , والابتعاد عن شؤون الحكم والسياسة .
هذه النظرية هي النظرية الاصيلة لعقيدة ( الحكومة المهداوية ) , والتي يتبناها الخط المتقدم الإمامي قديما وحديثا لفترة قبل ظهور الخميني , وتنتمي اليه مدرسة النجف في العراق , والاغلب في مدرسة فم في ايران , فالتفكيكيون والاخباريون في المدرستين يقومون عليها , ولا قيادة لأي سياسة شيعية في العالم إلا تحت ظل الامام الغائب فقط , وإنّ " أي راية تخرج قبل خروج المهدي هي راية ضلال , او كل راية ترفع قبل قيام القادم فصاحبها طاغوت يُعبد من دون الله " .
خلاصة هذه النظرية وجوب انتظار المهدي وخروجه وتحريم المشاركة السياسية باي صورة كانت قبل خروجه .
ب - نظرية فقهاء الثورة الدستورية الشيعية :
وهم أصحاب التيار الإصلاحي في الحكومة الإيرانية والسياسة الإيرانية , ملخصها الدعوة إلى المشاركة السياسيَّة الدينيَّة المدنيَّة، واحترام سيادة القانون وسلطة الشعب، حتى ظهور المهديّ .
جذور هذه النظرية اطروحات " النائيني " والتي عمل على صياغتها وبلورتها ما اطلق عليهم حديثا بــ( التيار الإصلاحي ) خارجيا , وداخليا تم تمسيتهم بــــ( فقهاء الثورة الدستورية ) , من ابرزهم كديفر وشروس ,شريعتي , بارز كان , موسى الصدر , شريعة مداري , ومن لبنان شمس الدين وفضل الله والأمين .
ج - النظرية الثورية :
وهي التحول الذي أدخله الخميني لفقه الدولة الشيعية ونظرياته , وانقلب على الميراث الحوزوي الفقهي والعقدي , وانقلب بدوره على الخط العام للتشيّع باحلال نظرية الثورة أو ما يصطلح عليه بــ نظرية التمهيد محل نظرية الانتظار .
حلّت نظرية " التمهيد " في الحوزات الشيعية في قم مكان نظرية " الانتظار " , وتم تفريخ عدد كبير جدا من التلاميذ الذين أحلّوا هذه النظرية مكان موروثهم العقدي والفقهي في نظرية " الانتظار " , مما أوجد انقلاباً جذرياً في مسار التشيّع برمته , وعلى مختلف فقهه وعقائده بمختلف درجاته ومستوياته , وصولاً الى ( فقه الدولة الشيعية نفسها ) , مما أوجد انقلاباً جذرياً على مستقرات العقيدة الشيعية والتي تربو على ألف عام خلت .
«قد مرّ على الغيبة لإمامنا المهديّ أكثر من ألف عام، وقد تمرّ ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظَر. في طول هذه المدة، هل تبقى أحكام الإسلام معطلة، يعمل الناس خلالها ما يشاؤون؟ ألا يلزم من ذلك الهرج والمرج؟ هل ينبغي أن يخسر الإسلام من بعد الغيبة الصغرى كل شيء؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من الاعتقاد بأنّ الإسلام منسوخ" , بهذه الأسباب دافع الخميني عن انقلابه على المستقرات العقدية الشيعية التقليدية , ومبرراته عقلية بحتة لا تستند الى نصوص , وبذلك يكون انتهج منهج تأصيلي متفرد بالعقيدة الشيعية التقليدية وهو تقديم الفلسفة العقلية على النص وعلى علماء العقيدة الشيعية القديمين والذين هم عمداء العقيدة الشيعية هذا من جانب .
ومن جانب آحر نجد في مبرراته الآنفه انه حصر الإسلام بالإسلام الشيعي , والدولة الإسلامية بالدولة الشيعية , ولا شيء خارجها .
خلاصة هذه النظرية أن الخميني انقلب على ارث "فقهاء الاثنا عشريَّة القدامى الذين عملوا على صناعة مخرجات لتلك الإشكاليَّة التي استخدمها الخميني، أو على الأصحّ لم تكن هي بمثابة الإشكاليَّة عندهم لأنهم تعاملوا مع الواقع، فأجازوا الخضوع والتعامل مع السلاطين والانطواء تحت الدولة القائمة وعدم مواجهتها بأيّ نوع من أنواع المواجهة، وعَدّوا هذا الموقف مبدئيًّا لا تكتيكيًّا لقوّة القول بالغيبة ووجوب الانتظار بخلاف الخميني ومدرسته الذين قرؤوا هذا الموقف بأنه تكتيكيّ وليس استراتيجيًّا، تبريرًا وتمريرًا للقول بولاية الفقيه. فالشريف المرتضى، وهو من أعلام القرن الخامس الهجريّ وأحد أكبر فقهاء الشيعة الإماميَّة، يقول: «ليس علينا إقامة الأمراء، إذا كان الإمام مغلوبًا، كما لا يجب علينا إقامة الإمام في الأصل، ليست إقامة الإمام واختياره من فروضنا فيلزمنا إقامته، ولا نحن مخاطبون بإقامة الحدود فيلزمنا الذمّ بتضييعها" "
3- الشرق الأوسط الإسلامي الإيراني :
مؤسس هذه الاستراتيجية ( محمد خاتمي ) , و ملخصها : ربط جميع الحركات الإسلامية السنية والشيعية في الشرق الأوسط بقلب العقيدة الشيعية في طهران , وهو رد على المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط الجديد .
أي ان الاستراتيجية الخاتمية تتمحور حول بسط السيطرة الشيعية على الشرق الأوسط عن طريق ولاية الفقيه بشقيها الإصلاحي والمحافظ تحت ستار ( إسلامية الشرق الأوسط ) والتي بدورها تقابل ( أمريكية الشرق الأوسط الجديد ) .
من هنا نستطيع فهم طبيعة دعم ايران لمختلف الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط وان كانت غير منضوية تحت راية العقيدة الشيعية , وانما جزء منها وجد في العرض الإيراني فرصة لتعويض تخلي المنطقة المحيطة عن دعمها نتيجة التصنيفات الامريكية المختلفة للحركات الإسلامية في المنطقة , وخاصة انها في حل من فرض الولاء للعقيدة الشيعية , مما يعطيها المجال للدفاع عن عقيدتها السنية وتعزيزها في المحيط .
هذا الطرح وهذه الاستراتيجية من طرف طهران , لا تفرض على مختلف الحركات الإسلامية السنية ان تتبع العقيدة الشيعية ولا ان تعلن ولاؤها لها , بل تكتفي بان تظهر بمظهر المرتبط بطهران ولو عن طريق الدعم غير المباشر , وتؤسس لنظرية ان من حق ايران مواجهة الاستكبار العالمي بحجة الدفاع المشروع عن طهران وحقها في إيجاد سبل ازدهار الدولة وتعزيز الأمن لديها , هذا من جانب
ومن جانب آخر ان هذه الاستراتيجية تستهدف مختلف المجتمعات السنية بالدفع نحو الاعتقاد ان العقيدة الشيعية المتمثلة بالقلب طهران هي الجدار المنيع لها من الانجرار نحو التخلي عن عقيدتها وطموحاتها الذاتية تحت ظل الجبروت الأمريكي والصهيوني الممارس على المنطقة .
النتيجة العامة لهذه الاستراتيجية من مشروع الشرق الأوسط الإسلامي الشيعي , نه مشروع هيمنة إيراني باسم العقيدة الشيعية ككل، الهدف منه انتزاع إيران للمبادرة التاريخية أو مهام القيادة الإسلامية في العالم الإسلامي، وبناء إطار متقدم في نطاقها الحيوي ردعي باسم القلب طهران على المستوى الإقليمي الواسع، الذي تعيش فيه شعوب إسلامية، وفي هذه الحالة يكون هدف استخدام تعبير الشرق الأوسط للتغطية على عملية بناء مجال حيوي عقدي شيعي ، يقوم على الهيمنة أو القيادة السياسية للدولة الإيرانية
وهنا يبرز السؤال : ما هي الأدوات التي تستخدمها العقيدة الشيعية المتمثلة بالقلب طهران في تنفيذ كل هذه الاستراتيجات وتوظيفها في المحيط الحيوي للعقيدة الشيعية في المنطقة ؟
*الأدوات التي تستخدمها طهران في تنفيذ استراتيجياتها بالمحيط الحيوي لها ....
بعد الانقلاب الخميني على العقيدة والفقه الشيعي كما تمت الإشارة اليه سابقا ونسف قواعد العقيدة والفقه الشيعة التي بقيت مستقرة لنحو ألف عام , استعملت طهران نوعين من الأدوات لبناء محيط حيوي لها خارج الحدود الإيرانية لحماية قلب طهران , وهي باختصار : الأداة العسكرية غير المتناظرة ( ميليشيات ) , والأداة الثقافية .
1- الأدوات العسكرية الميلشياوية :
تتبنى العقيدة الخمينية الثورية في العقيدة الشيعية مبدأ تصدير الثورة , وفي هذا الاطار عملت طهران على انشاء وتمويل وتدريب والاشراف على عدد من التشكيلات المسلحة في مختلف البلدان العربية , عدا عن نجاحها في اسقاط جيوش محترفة بقبضتها عن طريق هذه الميلشيات مثل الحالة السورية والعراقية وأخيرا وليس آخراً اليمنية , وللحالة السورية الأهمية الاستراتيجية المطلقة لدى طهران بعد أن امّنت الساحة العراقية عسكريا وسياسيا , فسوريا هي الممر الآمن لحزب الله اللبناني في لبنان رأس الحربة الإيرانية بالمنطقة , وإيران تتجاوز تأسيس وتدريب الميليشيات العسكرية إلى أداء أدوار أكبر في المجال السياسي وقطاعات الاقتصاد السوري والعراقي واليمني
إيران تجد في المناخات الاجتماعية المضطربة للشيعة في السعودية والبحرين وغيرها من البلدان العربية أداة للضغط على النظم الرسمية هناك، حيث يوفر العامل العقدي شبكة من وسائل الدعم الاجتماعي والمنظومات الفكرية التي تقدمها طهران لشيعة تلك المناطق
ويمتد الدور الإيراني إلى اليمن الذي تنظر إليه إيران على أنه ساحة منافسة جيوسياسية مع الخليج العربي ، ومن خلالها تستطيع خنق الخليج العربي والسعودية تحديداً من الجنوب , مع ضغط إضافي على الساحة العالمية عن طريق المضائق البحرية والتجارة البحرية التي استطاعت طهران ان تجيّر اليمن وجيشها لتكون ساحة اضافها لنطاقها الحيوي للدفاع عن القلب في طهران .
المحاولات الإيرانية مستميتة في هذه الأداة وخاصة بعد نجاح تجربة انشاء ( حزب الله اللبناني ) , حيث اخذ المحاولات الطهرانية عدة صور من أهمها :
1- استنساخ تجربة “حزب الله” في الدول العربية:
ففي دول مجلس التعاون سعت إيران إلى دعم بعض الحركات المحظورة على أمل تحويلها إلى نسخة مشابهة لحزب الله اللبناني، فقد دعمت الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ومقرها طهران، في محاولة لتحويلها إلى (حزب الله البحريني)، وقد قامت هذه الجبهة بعمليات إرهابية في البحرين ما بين عام 1994م، و1996م ـ وفي منتصف الثمانيات وبالتحديد عام 1987م قام الحرس الثوري بإنشاء الجناح العسكري لمنظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، واتفق على تسميته بـ”حزب الله” الحجاز، وتولى هذا الحزب العمليات الإرهابية في السعودية، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لعمليات الإرهاب والفتنة، في أيام الحج، وافتعال المظاهرات الحاشدة في مواسم الحج بغرض القتل والارهاب كما كان لإيران دور في إنشاء “حزب الله” الكويت والذي اتخذ له أسماء منظمات وهمية مثل: (طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية، وصوت الشعب الكويتي الحر، ومنظمة الجهاد الإسلامي، وقوات المنظمة الثورية في الكويت،) وتأسس بمجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في قم، ويرتبط معظمهم بالحرس الثوري الإيراني, في العراق وسوريا واليمن فغني عن الشرح
2- دعم وتأسيس ميليشيات عسكرية في الدول الإسلامية المجاورة لها (باكستان- أفغانستان):
كجماعة جيش محمد (سباه محمد) في باكستان، والذي تأسس بين عامي 1993 و1994، بدعوى الدفاع عن حقوق الشيعة في باكستان، لكنه اتجه للعنف والاغتيال السياسي. ولواء (زينبيون) وهو ميلشيا موالية يتكون من الشيعة الباكستانيين، ذات مرجعية دينية من الشيعة الهزارة الذين يعيشون في باكستان، وشيعة باراتشينار وخيبر بختونخوا، وتم تشيكله وتدريبه من قبل الحرس الثوري الإيراني ويعمل تحت إمرته. وتحارب ميليشيا زينبيون في سوريا الآن تحت لواء فيلق القدس، الذراع العسكري للحرس الثوري الإيراني. ولواء (فاطميون) الأفغاني، الذي تأسس عام 2014 من أبناء أقلية الهزارة الأفغانية الشيعية وبعضهم لاجئ في إيران، وذلك في ظل الحرب السورية بدعوى حماية المزارات الشيعة المقدسة في سوريا. ( هذه الصورة سيتم افرادها في الحلقة القادمة ان شاء الله من هذه السلسلة )
3 - استحداث ما يسمى بظاهرة الميليشيات متعددة الجنسيات
في إطار سعيها لإنجاح مخططها الرامي إلى توظيف كل الأوراق التي تمكنها من بسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط كفضاء حيوي لقلبها طهران ، تراهن إيران على الميليشيات الطائفية المسلحة متعددة الجنسيات في أكثر من ساحة. حيث أسس الحرس الثوري الإيراني في سوريا في شهر نوفمبر 2017 ميليشيا جديدة تحت مسمى عقدي " أنصار المهدي اللواء 313"، يجمع شيعة منطقة درعا، وتهدف هذه الميليشيا إلى تعزيز نفوذ إيران في سوريا، تحسباً لأية تفاهمات أمريكية- روسية محتملة بشأن سوريا.
ظاهرة الميليشيات متعددة الجنسيات هي ذات بعد طائفي عقدي بالأساس، وقد أثيرت من قبل في الشهر الثامن من عام 2016، حينما اعترف الجنرال محمد علي فلكي أحد أبرز قادة الميليشيات الشيعية والقوات الإيرانية في سوريا بنية إيران إعادة تنظيم الميليشيات الموالية لطهران في سوريا وصهرها في بوتقة إطار تنظيمي يحمل اسم “جيش التحرير الشيعي”.
حيث تعتمد تشكيلة “جيش التحرير الشيعي” على قوات محلية تضم ألوية من العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان واليمن. وفي يناير الماضي 2017، قال قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري إن قواته تمتلك مائتي ألف مقاتل في 5 دول من الشرق الأوسط، وضمت القائمة باكستان إلى جانب سوريا والعراق وأفغانستان واليمن.
هذه الخطوة تشير إلى رغبة إيران في إنشاء ذراع عسكري جديد لها متعدد الجنسيات، تستخدمه في تحقيق أهدافها الطائفية في المنطقة، وليكون أداة حربية تحقق مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، وتساعدها في تأمين بقاء أنظمة الحكم الحليفة لها، وتنوب عن جيشها النظامي في حروبها التي تخوضها في أكثر من جبهة. ولعل الأمر الخطير في هذه النوعية من الميليشيات العسكرية ذات الصبغة الطائفية أن إيران قد توظفها في صراعات المنطقة المختلفة، والتي تكون إحدى أطرافها أو تدعم أطراف أخرى فيها.
4- العمل على تحويل الميليشيات العسكرية التابعة لها إلى نموذج للحرس الثوري الإيراني:
وهو ما كشف عنه لقاء قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري خلال لقائه رئيس أركان الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا في شهر العاشر من 2017، فقد أوصى بضرورة نقل تجربة ميليشيا الباسيج الإيرانية إلى باكستان عبر لواء “زينبيون” المقاتل في سوريا، معلنًا استعداد قواته للتعاون مع الجيش الباكستاني في نقل التجربة (استنساخها). والواقع أن إيران تسعى منذ سنوات إلى دمج الميليشيات الشيعية في دول نشأتها لتكون نواة للحرس الثوري في تلك الدول، وترسيخها كذراع عسكرية تابعة لها في المنطقة.
ب- الأدوات الثقافية الإيرانية :
ثلاثية «الثقافة والإعلام والاستخبارات» هي كلمة السر للأداة الثقافية الإيرانية , حيث "أن قسم التضليل في وزارة الاستخبارات الإيرانيَّة، قد استنزفها، غذ استأجرت إيران آلاف الوكلاء، بمن فيهم أعضاء من منظَّمة مجاهدي خلق الإيرانيَّة السابقين، لتعزيز قوة وفاعلية الجهد الاستخباراتي الإيرانيّ" (فوزير الاستخبارات الإيرانيّ السابق علي يونسي)
فايران تنشط في المجال الثقافي كثيراً، حيث وظفت هذا الفضاء للإطلالة على الإقليم ككل، وعلى العالم بمجتمعاته وثقافاته، وقد كانت المراكز الثقافية الإيرانية نقطة ارتكاز مباشرة في دعم الدبلوماسية الشعبية في مجالها الثقافي، خاصة مع انسداد مجالات التواصل السياسي الفاعل خلال حقبة الحصار والعزل الطويلة، وتميزت السفارات الإيرانية بالحركة الدؤوبة في التواصل، حتى عدها البعض من أنشط دول العالم الثالث في الدبلوماسية الشعبية والتواصل مع المجتمع المدني.
وتنشط إيران في إطار عدد من الأدوات الثقافية، مثل الملحقيات الثقافية الإيرانية، وتوظيف المراكز الثقافية التابعة للسفارات الإيرانية، والمدارس والحوزات الإيرانية في الخارج، والبعثات الدراسية، والوكالات الإعلامية وتبني قنوات إعلامية عربية، والأفلام والمسلسلات المدبلجة إلى العربية، والمؤسسات الثقافية الإيرانية في الخارج، مثل المجلس الأعلى للثورة الثقافية، ولجنة الإمام الخميني الإغاثية، ومركز حوار الحضارات.
هذه الأدوات وغيرها تعد فرصة بالنسبة لإيران في إطار تعزيز حلمها الخارجي، وتوسيع تمددها الثقافي كمقدمة للتمدد العسكري والسياسي، وإبراز إيران على أنها دولة مناصرة للمظلومين ومتقدمة تكنولوجياً , وسقط الأغلب من خلال هذه الأداة , حيث تجد البعض من العرب جدار صد عن ايران ثقافيا , حيث تم اصطيادهم من خلال هذه الأداة على مختلف الصعد .
من أهم الصورة لهذه الأداة هي الإعلام وأدواته المختلفة , حيث أنّ النظام الخيميني يستثمر جهوداً وأموالاً ضخمة في هذا المجال، فلهيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانيَّة مثلًا 21 مكتبًا إعلاميًّا في بعض عواصم العالَم العربي، بالإضافة إلى بلدان عربية وإسلامية أخرى، كما أن لديها 30 قناة فضائيَّة تبثّ برامجها على مدار الساعة، من خلال 12 قمرًا صناعيًّا أجنبيًّا، بالإضافة إلى 13 محطَّة إذاعية تبثّ برامجها يوميًّا دون انقطاع إلى أنحاء العالَم كافةً بمختلِف اللغات، وأهمّها الإنجليزية والفرنسية والعربية والروسية والإسبانية والتركية والكردية والأُردية، ناهيك عن برامجها بلغات إفريقية من قبيل الهوسا والسواحيلي، إلى جانب المحطات الإذاعية التي تعمل على الشاكلة نفسها.
فبعد الثورة الخيمنية تم تغيير غ اسم وزارة «الإعلام والسياحة» إلى وزارة «الإرشاد القومي»، وبعد ذلك بعامين أصبح يُطلَق عليها وزارة «التوجيه الإسلامي»، كما أن وزارة الثقافة هي الأخرى أُدمِجَت في وزارة التوجيه، وفي عام 1987 تحولت وزارة التوجيه إلى وزارة «الثقافة والإرشاد الإسلامي»، التي تتكون من الأقسام الآتية:
* قسم إدارة الصحافة والإعلام الأجنبي.
* مكتب العلاقات الصحفية.
* العلاقات العامَّة.
* مكتب البحوث الثقافية.
* مؤسَّسة الحج.
* المجلس الأعلى الإيرانيّ للثورة الثقافية.
* منظَّمة التراث الثقافي الإيرانيّ.
* منظَّمة الثقافة والعلاقات الإسلامية.
* شبكة المساجد الإيرانيَّة.
كل هذه المؤسَّسات تعمل في الداخل والخارج الإيرانيّ، وتنسِّق بين هذه المؤسَّسات مؤسَّسةُ الثقافة والتبليغ الإسلامي بالتعاون مع وزارة الاستخبارات والخارجية الإيرانيَّة
فإلى جانب العمليات التي تنفِّذها وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانيَّة في الترويج الإعلامي والثقافي، تشارك أيضًا في عمليات التضليل الإعلامي، إذ إن أكبر قسم داخل الوزارة هو قسم التضليل، الذي يُطلَق عليه بالفارسيَّة “نفاق”، ويُستخدم هذا القسم في عمليات الحرب النفسية والتضليل الإعلامي والدعائي ضدّ أعداء الجمهورية «الإسلامية»، كما يوظِّف هذا القسم الحرب النفسية من أجل التلاعب في وسائل الإعلام والأجهزة الاستخبارية الأجنبية، التي تسعى للحصول على معلومات حول الأجهزة المخابراتية الإيرانيَّة أو القدرات العسكرية الإيرانيَّة، هذا القسم ينشر ويشرف على 80-90% من الأخبار التي تُنشر في الصحف والمواقع الرسميَّة الإيرانيَّة، فوزير الاستخبارات الإيرانيّ السابق علي يونسي، ذكر في مقابلة مع التليفزيون الرسميّ الإيرانيّ في الشهر العاشر من عام 2004، "أن قسم التضليل في وزارة الاستخبارات الإيرانيَّة، قد استنزفها، غذ استأجرت إيران آلاف الوكلاء، بمن فيهم أعضاء من منظَّمة مجاهدي خلق الإيرانيَّة السابقين، لتعزيز قوة وفاعلية الجهد الاستخباراتي الإيرانيّ"
هذه الأداة كمثال على التداخل القوي الذي يربط وسائل الإعلامية بالجهد الاستخباري في إيران، حيث نجد أن «وزارة الإعلام – وزارة الثقافة والإرشاد لإسلامي – وزارة الاستخبارات» تمثِّل رأس الحربة للمرشد الإيرانيّ علي خامنئي في حربه المستمرة مع العالَم الخارجي، ففي الوقت الذي تقدِّم فيه وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي المفردات الخطابية والثورية المؤثرة، يأتي دور وسائل الإعلام لترويجها على شكل موادَّ إعلامية وخبرية، وأخيرًا يأتي دور وزارة الاستخبارات في حشد الموارد المادية والمعنوية من أجل وضعها موضع التنفيذ.
فما بالك عزيزي القاريء بما يسمى " الحج الشيعي " و" المراكز الثقافية الإيرانية " وغيره الكثير ؟!
بعد استعراض معظم الاستراتيجيات العقائدية الخمينية الإيرانية في النفوذ للخارج , ماذا تريده ايران من فلسطين والأردن ؟! في الحلقة القادة ان شاء الله تعالى ان بقي في العمر بقية .
مدار الساعة ـ نشر في 2024/04/16 الساعة 21:09