مدار الساعة - محمد نصري الحراحشة - إرم نيوز - في كل مرة يتبنى أو يتخذ فيها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قراراً، تدخل الأوساط الإعلامية والسياسية في دوامة من التكهنات والتحليلات التي يدور معظمها حول إلزامية تلك القرارت وموعد تنفيذها، ومتى تنتهك ومتى يتم وقف العمل بها.
جدلية كبيرة والآراء كثيرة وغالبيتها صحيحة مع اختلاف طريقة وأسلوب فهمها وتقديرها وقياسها وإسقاطها على القضايا والمواقف الدولية، وخير مثال في الوقت الراهن تبني مجلس الأمن الدولي، مساء أمس، قراراً بوقف إطلاق النار في غزة مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
عدد من الخبراء ذهبوا لإلزامية القرار "دون تدابير تنفيذية" كون هذا القرار لا يتمتع بأي صفة تنفيذية؛ لأنه صدر بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة وليس وفق الفصل السابع ولم تتم الإشارة فيه إلى مسألة تهديد الأمن والسلم الدوليين، ولم ينص على أمر إلزامي بل اكتفى بالحض على وقف إطلاق النار في فترة زمنية محددة في رمضان.
رغبة أمريكية
ورجح خبراء مختصون بأن يكون القرار أدرج تحت الفصل السادس برغبة أمريكية حتى لا يتم التصويت بـ"الفيتو"، مشيرين إلى أن القرار مهم ويمهد لوقف دائم لإطلاق النار، وكان سيكون له صيغة تنفيذية لو جاء وفق الفصل السابع الصارم بوجه الدولة التي لا تلتزم بالقرار وبنوده.
ويرى الفريق الآخر أن القرار غير ملزم، اعتماداً على معادلة آلية التصويت، حيث يتألف مجلس الأمن المكلّف بضمان السلم والأمن الدولي من 5 دول أعضاء دائمة تتمتع بحق النقض "الفيتو" وهي: الصين، وفرنسا، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وعشرة أعضاء غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة للمنظمة الدولية لمدة عامين.