أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ناداه الأردنيون 'أبو طلال'.. محرر القدس


د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني

ناداه الأردنيون 'أبو طلال'.. محرر القدس

د.محمد يونس العبادي
د.محمد يونس العبادي
كاتب وأكاديمي أردني
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ
تحمل سيرة الشهيد الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين الكثير من الملامح المعبّرة عن سيرة رجل عربي اختزل قيم العروبة في أنقى معانيها، واستحضار هذه السيرة اليوم يؤكد على موصولية الدور الأردني.
فالوثائق تذكره (طيب الله ثراه) أنه قال مخاطباً جنود الجيش العربي: «سوف أقاتل من أجل القدس حتى الشهادة».
وقد ناداه الأردنيون أبو طلال محرّر القدس، لدوره خلال حرب عام 1948.
وفي وثيقة يرد بها على رئيس بلدية القدس المؤرخ المعروف عارف العارف بتاريخ 2 كانون الأول عام 1950م يقول:
إنّ هذه المدينة لها مركزها الخاص في قلوب العرب المسلم منهم والمسيحي، ولا شك أنكم تقدّرون الوضع الذي نعالجه اليوم للخروج بها سالمة آمنة إن شاء الله، وهذا لن يتم بجهودي وحدي بل يجب على كل فرد منكم أن يقوم بواجبه معي أيضاً، إنني أعرف قيمة كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك وما ورد عنه في القرآن الكريم، هذه وديعة خصنا الله بها في الوقت الأخير وأن نكون أمناءها وحفاظها وأنا أشكر أهلها على صبرهم وجَلَدهم الذي ما نادوا به في ساعات الشدائد وردوا الهجمة وأوقفوا الرغبة التي لو تمت لا سمح الله لهدمت كل جانب منّا.
ويواصل: » إني أشيد بذكرهم فهم البقية الباقية من الشجعان الذين حفظوا الكنيسة وحموا المسجد الأقصى».
ويؤكد على دور المقدسيين كافة"أنا لا أشك أنّ أهل الديانة المسيحية هم معكم اليوم كما كانوا يوم زرتكم والقنابل تتساقط عليكم، وكنت وأنا ماثل معهم وهم يشيرون إلى صورة السيد المسيح وهو مصلوب والدماء تتناثر على قدميه في الصورة وهم يقولون لي لولا نجدتكم لكنّا صلبنا مثل ما صلب هذا، وكنت أرى كيف كانوا يعربون عن نصيبهم على الدفاع والتضحية».
».. لست أنسى هذا وهناك اختلطت الروحان وتعاونت الفتيان على الجهاد وإني لأرجو أن يستمر ما حدث وقت المحنة في وقت السلام والسعادة»، مضيفا.. أنّ لكل مسيحي ولكل مسلم حق في هذه البلاد فهو يزور ويصلي ولكن الحق الحقيقي في هذه المدينة لأبناء المسيحية والإسلام من أبناء العرب، ونحن لا ننكر أنّ لأبناء الديانة الثالثة ما يقدسونه في هذه المدينة ولهم أماكن للزيارة وإذا جاء الوقت وانتهى كل شيء وعادت المياه إلى مجاريها فلن يجدوا من يصدهم عن الزيارة يومذاك.
وجاء كذلك بالوثيقة إنّ ما أشرتم إليه من وجوب إعزاز هذه المدينة فإنه جاء من قبيل توارد الخواطر فلقد رجوت الحكومة وأشرت عليها بإيجاد منصب لموظف كبير ينوب عنّا في هذه المدينة يقوم بواجب الخدمة ورفعة المكان وحماية المقدسات وتقديم تقرير عن كل ما يراه ضرورياً ويكون على اتصال دائم مع رؤساء الديانات ليرى ما يمكن إصلاحه من الأماكن المقدسة وتسهيل الزيارات والصلوات، وإن شاء الله سيتم تعمير الكنيسة والمسجد على الطريقة التي أراها وأريدها ويتعين على كل مسيحي وكل مسلم أن يعمل حتى لا يشاركنا في بلدنا أحد وأتمنى السعادة والوفاق للأمة العربية وأرجو السلامة للإنسانية عامة من شرور الحرب ومن كل حركة لا فائدة منها ولا لزوم لها.
هذه واحدة من وثائق تعبر عن منهج ونهج هاشمي موصول، كان الملك المؤسس لفلسطين ومقدساتها وأهلها خير معين، وما يقوم به الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين تمثل أدوار جلية تترجمها مواقفه وإيمانه بما يقوم به من بذل وعطاء في عودة الحق الفلسطيني التاريخي فملوك بني هاشم هم الأمناء على ثوابت الأمة لقد بذلوا الكثير في سبيل فلسطين وبخاصة القدس ورمزيتها الدينية والإنسانية، وهي أدوار غوث وصون.
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ