مدار الساعة - كتب: فادي العمرو -
بدعوة كريمة من قواتنا المسلحة الاردنية تشرفت بأن أقف اليوم في هذا المكان لامتطي صهوة الشرف والكرامة مشاركا بالانزالات الجوية التي اصبحت ثقافة أردنية وعالمية بامتياز بصفتي راصدا صحفيا يقتفي إثر الحقيقة.
من هذا المكان وفي هذا الفضاء الذي أراد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين ان يكون مسرحا لمسيرة الموقف العربي الأصيل المناهض للاحتلال واداوته اقول لكم بأن فهم التاريخ يحتاج إلى فهم الجغرافيا والاقتصاد وأن فهم الموقف السياسي يحتاج أيضا إلى فهم الموقف العربي بالمجل وفهم الشعوب العربية وطبيعة تفكيرها
المسألة ايها الإخوة الكرام أعمق بكثيرا من العواطف ولكنها أكبر بكثير من التنظير والتشكيك في كل جهد يسعى إلى كسر حصار الجوع والمجاعة عن أهلنا في قطاع غززة هذا الجهد العظيم الذي بدد احلام العدو بتهجير الأهل واضعاف حالة الصمود الاسطوري الذي أرادت الصهيونية وادواتها تحقيقه فكان الأردن بجيشه وشعبه وقيادته سدا منيعا وخاصة الجولات الكثيفية التي قادها جلالة الملك في اوروبا والغرب من أجل توضح صورة الحقيقة التي أرادت القنوات الصهيونية تضليلها واخفائها محققا بذلك نصرا سياسيا على العدو .
في الإنزال العسكري الذي تشرفت اليوم بالمشاركة فيه ادركت وانا في سماء غزة حجم النصر الإنساني أيضا على أعداء الحياة ذلك النصر الذي صاغ مفرداته القائد ابو الحسين من خلال عمله الدؤوب واشرافه الشخصي ومشاركته البدنية في تلك الانزالات هذا الموقف الإنساني النبيل تجاه أخوة الدم والروح ورغم حجم الألم الذي رافقني وانا أشاهد الحصار وهو يطوي بطون الأطفال والشيوخ والنساء الا أنني شعرت بالفرح وانا أشاهد الأردن يقوم بدوره بكل ما يملك من إمكانيات لوقف هذه الحرب الهمجيه في ظل هذا التخاذل العربي الكبير….
حمى الله الوطن حرا عزيزا بقيادته الرشيدة وحكمه العادل وتاريخه الإنساني العظيم الذي يستلهم من نسل الأنبياء والصديقين منهجا في حماية المستضعفين والانتصار لكل صاحب قضية.