لو كنت مستشاراً قريباً من الملك، وسُئلت عن طلعاته الجوية فوق غزة، ستكون اجابتي انني لا انصح بذلك لما في ذلك من خطورة على حياته، ومن منطلق الحرص والخوف عليه لان البلاد والعباد بحاجة إليه ولقيادته ويهمنا صحته وحياته والجميع يحبه والدليل على ذلك الاستقبال الشعبي الاخير في مدينة معان الأبية ولا نتمنى له اي مكروه، فهذا ابن الحسين أبو الحسين، عشق الشعب الاردني الملك الوالد ويعشقون الملك الابن، وهذا ديدن الاردنيين جميعا من الطرة وحتى الدرة. لكن شجاعته تدفعه للتحليق عالياً وانزال المساعدات فوق القطاع وتقديم ما يمكن تقديمه امام حرب الابادة في القطاع.
هذا هو الملك الشجاع الذي لا يهاب الموت ، والحياة لديه ان تكون أو لا تكون، فهو الشجاع صاحب المواقف الجريئة والمعلنة في الدفاع عن فلسطين وقضية الحق المبين ،فهو الملك الشجاع وعمله لم يقم به أي زعيم عربي أو دولي. فهو من اصحاب الهمة العالية وهؤلاء لا يخيفهم شيء او يقف في طريقهم احد، وكل ما يريده جلالته هو تقديم العون والمساعدة للشعب المنكوب، نعم هناك خطورة ولكنه من اهل العزم اذ على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها، وتصغر في عين العظيم العظائم.
هذا هو أبو الحسين ابن الحسين مقدام، شجاع، تتلمذ في المؤسسة العسكرية الاردنية وتدرب فيها متخرجاً منها ملكاً فهو الجندي الملك الذي لا يهاب شيئاًفي سبيل قضايا الوطن والأمة، خمسة وعشرون عاما من العطاء النبيل والبناء المرتفع لاعلاء صورة الاردن الوطن والدولة، والمبادرة تلو المبادرة ليكون الاردن في مصاف الدول المتقدمة، ومن اجل الانتقال بالمواطن الى اعلى درجات الرفعة والتقدم والعيش الكريم.
ان القضية الفلسطينية تشكل شأناً داخلياً قبل ان تكون شأناً خارجياً، فارتباط الهاشميين بالقضية الفلسطينية هو تاريخي وجذري وينتقل من الاجداد الى الابناء، لاحترام الحقوق المشروعة، وتحقيق حق تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على تراب فلسطين الطهور.
ها هم الهاشميون على العهد، اصحاب الشرعية الدينية، والتاريخية والقومية وتكمل بشرعية الانجاز لا يؤخرون قدما في سبيل قضايا الامة وخصوصا القدس الشريف الذي يؤوي ثراه ملك العرب الحسين بن علي، وكيف لا وهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الملك عبدالله الثاني ، مقدام جريء، صاحب همّة، ومن اهل العزم، لا يهاب، ولذا فهو يُحلّق عالياً في سماء غزة لتقديم العون الذي لا يحمل منّة لانه عطاء صادق من كريم ابن كريم، وابان خدمته في العمليات الخاصة كان بعض الضباط والافراد رفقاء السلاح يخفون المظلة عنه خوفا عليه من الهبوط العالي فكيف لنا نحن المواطنين ان لا نخاف على سيد الاشراف.