أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

المشاقبة يكتب: الأقوال والأفعال


أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق

المشاقبة يكتب: الأقوال والأفعال

أ. د. أمين المشاقبة
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق
مدار الساعة ـ
انطلاقاً من مبادئ الصهيونية الدينية اليمين المُتطرف المعتمدة على أفكار جابوتينسكي مُنظّر الفكر الصهيوني الحديث يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لا مكان لدولة فلسطينية على أرض فلسطين التاريخية، وأن السيطرة الأمنية لإسرائيل ستبقى من النهر إلى البحر على كامل فلسطين التاريخية بما فيها قطاع غزة، إن رؤيتهم تقوم على بناء الدولة اليهودية الخالصة صافية العِرق وأنه لا مجال لأحد أن يشاركهم هذه الأرض، ومن هنا تأتي حرب غزة وأحد أهدافها هو تهجير أكبر عدد ممكن من السكان خارج الأرض الفلسطينية وهي مرحلة من مراحل تطور الدولة?اليهودية، فالقبضة الأمنية الشديدة على الضفة الغربية وأساليب القمع والاقتحام والاعتقال قائمة على قدم وساق والهدف هو ترويض الشعب الفلسطيني الباحث عن حق تقرير المصير واستقلاله من هذا الاحتلال البغيض، وأن عمليات القتل والتدمير والتجويع المُمنهج في غزة هدفه الضغط الكامل على الشعب للهجرة والبحث عن مكان آخر، وما العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل لدول الجوار لبنان وسوريا هدفه فرض القبضة الأمنية وفرض الهيمنة الكاملة على المنطقة بالقوة.
إن أهم الأهداف التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية هو ادماج إسرائيل في المنطقة، هذا الادماج يهدف على المدى البعيد للسيطرة اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً من أجل أن تصبح إسرائيل الدولة الأقوى والمُسيطرة على الإقليم.
وإنطلاقاً من كل هذا فإن الهدف الأسمى هو تصفية القضية الفلسطينية على المستويين الجغرافيا والديموغرافيا على حساب الدول العربية فلا قيمة إلى حوالي 7 ملايين مواطن في فلسطين التاريخية، وحق العودة مرفوض بالكامل ومن هنا يأتي السعي لإنهاء وكالة الغوث الأونروا، ووقف كل المطالبات التاريخية، ومنذ عام 1996 وهو وصول بنيامين نتنياهو إلى سدة الحُكم سعى لإنهاء اتفاقيات أوسلو ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة وهو يفخر بذلك علناً، لأنه يرى نفسه أو يريد ان يُسطِّر اسمه في التاريخ اليهودي مثل هرتزل، بن غوريون، وجولدا مائير فكل م?عاه أن يُسجِّل اسمه مع البناءة الأوائل، وهو يراوح ويكذب بكل ما أُوتي من قوة للاستمرار في الحرب وتحقيق الأهداف السابقة الذكر.
فالسؤال المطروح: هل مسعى الولايات المتحدة حقيقي وصادق في اقامة دولة فلسطينية مستقلة؟ وهل هي قادرة على فرض رؤيتها على دولة إسرائيل؟.
اليوم ترفض الولايات المتحدة في مجلس الأمن وقف اطلاق النار بشكل كامل في غزة وهو المشروع الجزائري وتريد بدل ذلك هدنة مؤقتة، وماذا يعني ذلك؟ هو إعطاء إسرائيل الوقت الكامل لتحقيق أهدافها في الحرب على غزة، إذن الولايات المتحدة لا تضغط على إسرائيل بل تهديها الوقت الكامل لتحقيق الأهداف، بالإضافة الى استمرار تدفق الذخائر والمساعدات العسكرية، وتدفق الدعم المالي حوالي 14 مليار دولار، وكما يقول بايدن «لو لم تكن إسرائيل لخلقناها من جديد»، من هنا نعتقد أن المواقف والمساعي الأميركية غير صادقة تجاه العرب والفلسطينيين معا?، من أجل أوكرانيا هبت أميركا لأنشاء حلف عسكري أوروبي ضد روسيا الاتحادية، وما زالت تدعم زيلينسكي بكل ما يطلبه، أمَّا فلسطين وخصوصاً غزة، رغم قتل ما يزيد عن 30 ألف إنسان وجرح 68 ألف وتشريد 2 مليون مواطن لا قيمة له لدى العقل الأميركي فكيف تصدقون من يقول «أنا لست يهودياً بل صهيونياً حتى العظم».
مدار الساعة ـ